نصوص أئمّة المالكية وتوسُّلاتِهم بالنبى ﷺ والصالحين
12 أكتوبر، 2024
شبهات حول قضايا التصوف, منهج الصوفية

بقلم الشيخ : محمد محمود الأزهرى
تحدثنا فى المقال السابق عن ثبوت صحة وجواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم عند أئمة الفقه الأربعة وذكرنا أقوال فقهاء السادة الحنفية فى التوسل ونستكمل فى هذا المقال ما بدأناه ونذكر أقوال فقهاء السادة المالكية :
الإمام مالك بن انس شيخ المذهب المالكى رضي الله عنه :
قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهى أن مالكاً رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي ثاني خلفاء بن العباس يا أبا عبد الله: أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وان الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد.
وقد أخرج هذه القصة رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالكورواها القاضي عياض في الشفا بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه وذكرها القسطلاني في المواهب
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه بعد ذكر من أنكرها فقال وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في إسنادها وضاع ولا كذاب ونقلها السمهودي في وفاء الوفا عن القاضي عياض
الإمام عبد الحق الإشبيلي في كتاب العاقبة في ذكر الموت يقول :
ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم.
المقري التلمساني المالكي :
” اللهم يسر لي ما فيه الخيرة لي بالمشارق أو بالمغارب وجد لي من فضلك حيث حللت بجميع ما فيه رضاك من المآرب بجاه نبينا وشفيعنا المبعوث رحمة للأحمر والأسود والأعاجم والأعارب عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه الأعلام” نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب .
قال الإمام الزرقاني في شرح المواهب :
ونحو هذا في منسك العلامة خليل، وزاد : وليتوسل به صلى الله عليه وسلم ، ويسال اللّه تعالى بجاهه في التوسل به، اذ هو محط جبال الاوزار واثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته، اضل سريرته، الم يسمع قوله تعالى : (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا اللّه) الاية ) شرح المواهب .
أبو عبد الله القضاعي المالكي المعروف بابن الأبار :
” توسلوا به إلى الله ” التكملة لكتاب الصلة
ميارة المالكي يقول :
“نتوسل إليك بجاه أحب الخلق” في كتاب الدر الثمين والمورد المعين .
الخرشي في شرح مختصر خليل:
نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِجَاهِ الْحَبِيبِ أَنْ تُبَلِّغَ الْمَقَاصِدَ عَنْ قَرِيبٍ فَإِنَّك قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
وهناك الكثير جدا من علماء المذهب المالكي ذكر ما يدل على جواز التوسل بالنبي بعد موته لكن نقتصر على هذا حتى لا يطول الكلام