كرامات الشيخ بكر محمد عيسى

ونستكمل ما بدأناه فى سرد سيرة الشيخ بكر محمد عيسى رضى الله عنه وارضاه فيقول فضيلة الشيخ محمد رفاعي البلصفوري إمام وخطيب مسجد العدوية بالقاهرة  رحمه الله في كتابه اللالئ السنية في مناقب السادة العيسويةبعض مناقب السيد بكر محمد عيسى رضي الله عنه بقوله:

“لقد شهد الخاص والعام بفضل الشيخ ، وادخل أي مدينة أو قرية ، واصغ إلى من شئت منهم،  يحدثك عن كرامات مولانا الشيخ ، فمن شفاء لمرض حارت فيه الأطباء، إلى متهم في قضية وهو مظلوم فنجاه الله ، وما حضر في مجلس أحد من المعاندين أو المكابرين إلا قام وهو مؤمن بأن لله أولياء خصهم بفضل إنعامه وجليل إكرامه.

يقول: وكان مولانا السيد بكر ذا صمت طويل، وتحمل، وزهد،  وتواضع، وعفاف، وكثير الوقار، والحياء، جميل اللقاء، حسن الخَلق، والخُلق، عالي الهمة، معظما عند الخلق، الخاصة ، والعامة، وكم سعى إليه العظماء، والحكماء، فخضعوا لأوامره، وأذعنوا لولايته، وعملوا بإشارته، ورجعوا في حال عجيب مما رأوه، وشاهدوه من اللطائف الربانية، والعناية الصمدانية.

يقول الشيخ محمد رفاعي البلصفوري رحمه الله :‌ نشأ السيد بكر ـ نفعنا الله به في بلدته “موشا” من أعمال مديرية أسيوط وقد جاهد في بدايته حتى وصل، ولازم الذكر حتى صار عن روحه وجسده لا ينفصلان. أقام في طاعة الله ، مستجلبا لرضاه حتى فتح عليه، وأقبل الناس إليه، وتبركوا بالتذلل بين يديه. كان الغالب عليه الجمال، فتراه عاكفا في حضرة ذي الجلال، وقد نُقل من حال الى حال، مستغرقا في شهود عظمة الكبير المتعال، تاركا التدبير، والاختيار، مسلما أموره للواحد القهار، فبلغ أعلى مقامات المقربين، ونال درجات العارفين. وقد ظهرت عليه في صغره أمارات النجابة، ولاحت عليه بوارق السعادة، فتاهفت على أبوابه العظماء، كل يريد أن يكون له من الأبناء.

وقد أورد الشيخ محمد رفاعي البلصفوري ـ رحمه الله ـ بعض كرامات الشيخ التى سمعها من أصحابها

 جاء على لسان فريد شحاتة من أبناءبلدة موشا، وكانت عنده قضية بالمحكمة الأهلية بأسيوط، فعرضها على مسامع الشيخ طالبا منه المساعدة كعادته مع أرباب القضايا والحوائج، فما كان منه إلا أن أمسك بفتلة ودبارة، وأجرى تعقيدها أربع مرات، وبعد ذلك أجرى حلها ثانية، وسلم صاحب القضية الدوبارة، فلما توجه إلى المحكمة ، تأجلت أربع جلسات ثم حُكم فيها لصالحه.

 وقد كتب الشيخ سيد حسن ابراهيم بخط يده وإمضائه ، من قرية شطب في سنة 1927م ـ 1346ه‍ : كان القطب سيدي الشيخ بكر محمد عيسى الموشي ـ عليه رضوان الله  موجودا ببلدتنا “شطب” وحصلت عندي مسألة هامة أشغلتني جدا واهتممت لأجلها، فتوجهت إليه، وهو بمنزل الشيخ بيومي مصطفى أحد مشايخ “شطب” وقدمت إليه شكواي، وطلبت منه مساعدتي ليعطف علي، فكان سيادته يذكر مسألتي كما حصلت، وبعد جهد جهيد عطف علي، وقال لي: قل مريدي لا تخف من كل أمر تخافه، إنك محروس بسلطان حضرتي، قل ولا تخف إنك محروس بسلطان حضرتي. فكان يردد هذه الكلمات، والحاضرون يرددون هذه الكلمات مقدار عشر مرات، وبعدها قال لي: انصرف، فانصرفت بإذن من حضرته، وأنا مطمئن بما سمعت من كلامه، وتوجهاته القلبية. وقد حصل أن تمت المسألة لصالحي بعد يأس شديد ، وانتصرت على أعدائي انتصارا باهرا. كل ذلك ببركته رضي الله عنه.

ـوقد كتب الشيخ حسن سيد عثمان بخطه وإمضائه من “شطب ” سنة 1908م يقول : كان ابن أخي ـ عبد الساتر بن علي ـ مطلوبا لسن القرعة العسكرية، فالتجأت الي حضرة القطب السيد بكر. فما كان منه إلا أن قال لي مباشرة: إن كان عبد الساتر بمباشي نخلع منه “الشرطان” بإذن الله. وعند فرز المذكور وجد لائقا للعسكرية، فانتظم فعلا في صفوف الداخلين للعسكرية، وبعد برهة صغيرة، قام المفتش وأخرج عبد الساتر من صف اللائقين، وقال له أنت معافى من الخدمة العسكرية، رغم أن عبد الساتر المذكور متوفرة فيه الصفات التي تؤهله لدخول الخدمة العسكرية.

وذكر المؤلف كرامة أخرى للسيد بكر رضي عنه فقال : حضر لزيارته في بيته بموشا مأمور بندر أسيوط، ومعه معاون قلم المباحث، وآخر، لأجل مشاهدة الشيخ وطلب البركة منه، لما يسمعون عنه من الكرامات، والاحوال العجيبة. فقابلهم السيد محمد، نجل الشيخ، فأكرم وفادتهم، وطلب استحضار القهوة، وقبل حضورها خرج عليهم الشيخ وفي يده جملة عصي، وقال بشدة انصرفوا قبل ما يدور الرصاص وتقع القتلى، فرد عليه نجل الشيخ وقال: حتى يشربوا القهوة!  فغضب وسل العصي، وقال قوموا قبل الغارة، فسمعوا كلامه، واستأذنوا من نجله فأذن لهم، وركبوا السيارة إلى خارج البلدة، فوجدوا هناك عمدة البلدة السابق داخلا البلدة ومعه ابن عمه. وكان هناك اثنان في انتظارها من الأعداء. فلما قربوا من البلدة، أُطْلق الرصاص على العمدة وابن عمه، فماتا في الحال. وقد حصل هياج عظيم بسبب ذلك الحادث. وكان المأمور ومن معه شهودا في تلك الحادثة. وبعد انتهاء الحادثة تذكروا ما قاله الشيخ.

ومن كراماته أنه توفى مأذون بلدة “موشا” وهو الشيخ حسين عثمان هدية، وأصبحت البلدة خالية من المأذونية وأعمالها، فتقدم لتلك الوظيفة علماء البلدة، وهم من حملة الشهادات العليا، وقدموا طلباتهم للمحكمة الشرعية، وأخذ الناس يسألون الشيخ عن الذي يتم تعيينه في تلك الوظيفة، والشيخ كان يتكلم بالإشارة ولسان الحال على حسب حال الحاضرين. وقد أظهر أنه لا يصلح للوظيفة من هؤلاء المتقدمين أحد. الى أن حضر عند الشيخ، أحمد عبد المطلب، أحد العلماء بالبلدة، وقال يا شيخي هل أصلح لهذه الوظيفة، فبشره بالتعيين، وقال له :” أنت المأذون” وحضر الامتحان، فأجاب إجابة حسنة، وعُين مأذونا للبلدة.

اعداد الاستاذ : محمود فراج مساعد رئيس تحرير جريدة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *