الصوفية هم أشد الناس تمسكاً بسنة رسولها الكريم
23 أغسطس، 2024
منهج الصوفية
حرص بعض المتشددين، كارهى الوسطية والاعتدال، على وصف الصوفية بالفرق او الطوائف او بكلمة طائفة او فرقة، ثم يسوقون احاديثاً وردت فى غيرهم ويصفون بها التصوف واهله من الصوفية ظلماً وعدواناً وافتراءً دون أدنى جوانب الحيادية او العدالة او حتى المهنية فى العرض والطرح.
نقول فى البداية ان التصوف ليس حزب ولا ملة ولا دين، وان الصوفية ليسوا فئةً دينية كما يدعون، ولكن التصوف ما هو الا حالاً وصفةً لمن سار على نهج النبى صلى الله عليه وسلم فى تركه صلى الله عليه وسلم لزخارف الدنيا وتقلله منها، وعلى مراعاة احوال القلب، والقضاء على الامراض الباطنية التى تصيبه، من العجب والكبر والبطر وغير ذلك من المهلكات، وتعويدها على محاسن الاخلاق، وعلى حسن التوكل على الله وترك الدنيا والانقطاع لله وحده.
بالاضافة الى سياسة النفس وتأديبها الوارد فى الحديث الشريف “رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر”، وكذا عبادة الله تعالى بكل شئ فى الحياة عملاً بسنة النبى صلى الله عليه وسلم وابيه ابراهيم عليه السلام قال تعالى: ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” سورة الانعام الاية 162 .
بالاضافة الى اتصافهم بصفات معينة، مثل حسن التوكل على الله، وترك فضول الدنيا، والانقطاع لله وحده على كل حال ـ حتى وهم فى اعمالهم التى يخدومن بها مجتمعهم ـ وتأديب النفس وزهد وتعبد وذكر الله تعالى على كل حال قال تعالى: ” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” سورة ال عمران الاية 191 .
المستفاد من جميع ما سبق ان الصوفية هم أناس من أفاضل المسلمين والمؤمنين، فضلوا غيرهم بصفات في العبادة والاخلاص وفى مراعاة القلب واحوال ومحاربتهم للنفس ومخالفتهملعوائدها. وللأسف فان الخلط الحاصل عن المعترضين على الصوفية انما هو لانهم يجهلون احوالهم، او لانه لا يستطيعون ان يسير على منهاجهم فهم لا يستطيعون ان يجاهدوا انفسهم حتى يصلوا بها الى هذه الصفات.
بقلم الأستاذ : أحمد عبد الحميد العمرانى الشاذلى