قصة الامام الشيخ محمد عثمان مع الوهابي الأعمي

جلس مولانا الشيخ في احد المساجد يلقي درساً عن التصوف لنشر الطريقة في بدايات عهدها بالسودان واخذ يعقد مقارنات بين علم الظاهر وعلم الباطن.. وبين الاسلام والايمان.. والشريعة والطريقة.. وعلم اليقين وعين اليقين..
ففوجئ الشيخ باحد المنكرين للتصوف من الوهابية يقوم رافعاً صوته ويقول : لا تسمعوا لهذا الرجل الصوفي فكل ما يقوله باطل فالقران واضح لا يحتاج للتاويل. ولا يوجد شيء اسمه علم الباطن.. واستمر الوهابي في تكذيب اقوال الشيخ. فترك الشيخ هذا المسجد وذهب الي غيره.. وما ان بدا في القاء الدرس حتي جاء نفس الوهابي الضرير الاعمي واخذ يحذر الناس منه وان القران واضح وليس لكل ظاهر باطن.
ترك الشيخ هذه المنطقة كلها وذهب منطقه اخري فذهب الاعمي الوهابي وراءه وحذر الناس من اقواله.. قرر الشيخ ان ينشر العلم في جزيرة بالسودان ليبتعد عن هذا المنكر الاعمي فركب مركبا في النيل للذهاب الي الجزيرة.. وكانت المفاجاة.. لقد ركب الوهابي الكفيف المنكر الاعمي نفس مركب الشيخ واخذ يحذر الناس في المركب من سمع كلام الشيخ..
تضايق مولانا الامام الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني مما يحدث وقرر مواجهة هذا الجاهل الاعمي وقال له : يا اخي انت مالك ومالي.. انت تطاردني من مسجد الي مسجد ومن زاويه الي زاويه ومن قرية الي قرية.. تركت لك البر حضرت لي في البحر.. انت عايز ايه؟ فاجابه الوهابي ساخرا : لازم تعترف ان مافيش للقران تاويل وان ليس لكل ظاهر باطن.
فقال له الشيخ : طيب ما معني قوله تعالي في القرآن :
( ومن كان في هذه اعمي فهو في الآخرة اعمي واضل سبيلا)
وهنا لطم الاعمي نفسه وقال : ابوس ايدك يا شيخ محمد عثمان.. انا آسف.. انا اعمي ولو اخذنا بظاهر الآيه لهلكت.
شوف لي تاويل باطني لمعني هذه الآيه ابوس رجليك.
فضحك مولانا الشيخ وقال له روح وخليك في حالك
اين انتم من عقيدتنا. اذ بها للحق نتّبعُ
فتنحوا عن طريقتنا. عقلكم للحق لا يَسَعُ
عُصبة التشبيه لا تقفوا. سيركم في الحق مُنقطعُ
كُلّ مغرور له صنمٌ. بافتكارٍ فهو مبتدعُ
كيف أنتم والقلوبُ قَست. ليس بالتذكير تنتفعُ
وعلي التسليم نحن. وما حالنا في الله مُصطَنعُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *