ساقه يوم القيامة كجبل أحد

بقلم الأستاذ: حامد عمر 

صعد “عبدالله بن مسعود” النخلة ، ضحك بعض الصحابة سخرية منه

لانه كان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه ، فقال لهم الرسول صلى الله وعليه وسلم : «مما تضحكون ؟».

قالوا: «من دقة ساقيه يا نبي الله».

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده لساقي ابن مسعود في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أُحد».

كان “عبدالله بن مسعود” السادس دخولاً في الإسلام ، وشهد جميع الغزوات ، وهاجر الهجرتين للحبشة ، وكان صاحب سر الرسول ووساده وسواكه ونعليه وطهوره في السفر ، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته.

وكان يلبس النبي نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا ، وكان يوقظ النبي إذا نام ، وهو أول من جهر بالقران بمكة من الصحابة.

وفي عصر الفاروق “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه ، كتب “الفاروق” الى أهل (الكوفة) : «إني قد بعثت لكم “عماراً” أميراً و “ابن مسعود” معلماً ووزيراً ، وهما من النجباء من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن أهل (بدر) ، فاسمعوا لهما واقتدوا بهما».

وولي “ابن مسعود” قضاء (الكوفة) في خلافة الفاروق “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه ، وبيت المال ، وصدرا من خلافة “عثمان بن عفان” رضي الله عنه.

ثم جاء الى المدينة ، وعلى فراش الموت زاره سيدنا “عثمان بن عفان” في مرضه الاخير ، فقال: «ما تشتكي يا ابن مسعود ؟». قال: «ذنوبي»

فقال “عثمان”: «ما تشتهي ؟».

قال: «رحمة ربي».

فقال “عثمان”: «أاحضر لك الطبيب ؟».

قال: «الطبيب أمرضني».

فقال “عثمان”: «آلا أامر لك لعطاء (مال) لبناتك من بعدك».

قال “ابن مسعود”: «لا حاجة لي فيه».

ومات “عبدالله بن مسعود” بالمدينة المنورة ، سنة ٣٢ هجرية وعمره بضع وستين عاما ، ودفن بـ (البقيع) ، وصلى عليه سيدنا “عثمان” رضي الله عنه وأرضاه