هواتف الحقائق للامام ابن عطاء الله السكندري
13 يونيو، 2025
منهج الصوفية

بقلم الشيخ عوض مصطفى
١- ايها العبد: ألقِ سمعك وانت شهيد يأتيك من الله المزيد..وإصغِ بسمعك فأنا لست عنك ببعيد.
٢- ايها العبد: كنت بتدبيري لك قبل أن تكون لنفسك…فكن لنفسك بأن لا تكون لهاوتوليتُ رعايتها قبل ظهورك.وأنا الان على الرعاية لها
٣-ايها العبد: انا المتفرد بالخلق والتصوير، وانا المنفرد بالحكم والتدبير،لم تشاركني في خلقي وتصويري،فلا تشاركني في حكمتي وحُكمي وتدبيري
٤- أيها العبد: انا المدبر لملكي وليس لي فيه ظهير.وانا المنفرد بحكمي ولا احتاج الي وزير
٥- ايها العبد: من كان لك بتدبيره قبل الايجاد ،فلا تشاركه في المراد،ومن عودك حسن النظر منه اليك.فلا تقابله بالعناد
٦- ايها العبد: عودتك حسن النظر مني لك ،فعودني اسقاط التدبير منك معي ،أشكٌ بعد وجود التجربة..وحيرة بعد وجود البيان ،وضلال بعد وضوح الهدي، وقد سلمت لي قيامي بمملكتي، وانت من مملكتي ، فلا تنازع ربوبيتي ،ولا تُضَادِد بتدبيرك مع وجود إلهيتي.
٧- أيها العبد: متي أحوجتُك اليك ،حتي تحتال عليّ ،متي وكَلتُ شيئاً من مملكتي لغيري، حتي أكِلَ ذلك اليك. متي خاب من كنت له مُدبِراً..ومتي خُذِلَ من كنت له ناصراً .
٨- أيها العبد – لتشغلك خدمتي عن طلب قسمتي وليمنعك حسن الظن بي عن اتهام ربوبيتي….لا ينبغي أن يُتَهم مُحسِن..ولا ان ينازع مقتدر ،ولا ان يُضَادّ قهار ، ولا ان يُعتَرضَ علي حكيم ،ولا يُعَال هم مع لطيف خبير.
٩- أيها العبد: لقد فاز بالنُجحِ من خرج عن الارادة معي،ولقد ذل من احتال عليّ.ولقد استوجب النصر مني عبد اذا تحرك .تحرك بي،ولقد استمسك بأقوي الاسباب.من استمسك بجزء هواتف الحقائق
١٠-ايها العبد: نريد منك ان تريدنا،ولا تريد معنا،ونريد منك ان تختارنا ولا تختار معنا،ونرضي لك ان ترضانا،ولا ترضي سوانا ،وكما سلمت لي تدبيري في ارضي وسمائي وانفرادي فيهما بحكمي وقضائي سلم وجودك لي فإنك لي، ولا تدبر معي فاني معك.واتخذني وكيلاً..وثق بي كفيلاً.أعطيك عطاءاً جزيلاً.واهبك فخراً جليلاً.
١١-ايها العبد: ويحك إنا أجللنا قدرك ان نشغلك بأمر نفسك.فلا تصغر قدرك يا من رفعناه..ولا تذلن بحوالتك علي غيرنا
١٢-ايها العبد: يا من اعززناه ..ويحك..انت اجل عندنا من ان نشغلك بغيرنا.لحضرتي خلقتك..واليها خطبتك..وبجواذب عنايتي اليها جذبتك..فإن اشتغلت بنفسك حجبتك..وان اتبعت هواها طردتك..وان خرجت عنها قربتك،وان توددت اليّ بإعراضك عما سواي أحببتك.
١٣-ايها العبد : ما آمن بي من نازعني ،ولا وحدني من دبّر معي ،ولا رضي بي من شكي ما انزلت به الي غيري ،ولا اختارني من اختار معي ،ولا رضي بي ولا امتثل امري .من لم يستسلم لقهري، .
١٤- ايها العبد:لو طلبت التدبير لنفسك لجهلت فكيف اذا دبرت لها ،ولو اخترتَ معي ما انصفت فكيف اذا اختَرتَ عليّ
١٥- ايها العبد: يكفيك من الجهل ان تسكن لما في يديك،ولا تسكن لما في يديّ.انا اختار لك ان تختارني،فتختارَ عليّ…..
١٦-ايها العبد: يا مهموماً بنفسه ،لو القيتها الينا لإسترحت ويحك أعباء التدبير لا يحملها الا اهل الربوبية..وليس يقوي عليها ضعيف البشرية..
١٧- ايها العبد: ويحك انت محمول فلا تكن حاملاً..اردنا راحتك فلا تكن مُتعِباً لنفسك.
١٨- ايها العبد:امرتك بخدمتي. وضمنت لك بقسمتي. فأهملت ما امرت وشككت فيما ضمنت. ولم اكتفِ لك بالضمانحتي اقسمت.ولم اكتفِ بالقسم حتي مثلت فخاطبت عباداًجزء ٣هواتف الحقائق .يفهمون فقُلت (وفي السماء رزقكم وما توعدون.فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما انكم تنطقون)وقد رزقت من غفل عني وعصاني،فكيف لا ارزق من اطاعني ودعاني!..
١٩-ايها العبد: ويحك الغارس للشجرة ساقيها.والمُمد للخليقة هو باريها.مِني كان الايجادوعليّ دوام الامدادمني كان الخلق وعليّ دوام الرزق..اادخلك داري وامنعك ابراري…انبررك لكوني ونمنعك جود عوني.
٢٠- ايها العبد: انخرجك الي وجودي ونمنعك جودي.؟ لك هيأت منتي .وفيك اظهرت رحمتي..وما قنعت بالدنيا حتي ادخرت لك جنتي.وما اكتفيت لك بذلك حتي اتحفتك برؤيتي…واذاكانت هذه افعالي فكيف تشك في افضالي؟ ..تخيرني ولا تختر عليّ ووجه قلبك بالصدق اليّ فإن فعلتَ اريتك غرائب لطفي.وبدائع جودي..وامتع سرك بشهودي.
٢١- ايها العبد: ظهرت الطريق لاهل التحقيق..وتبينت معالم الهدي لذوي التوفيق..فبحقٍ سلّم اليّ الموفقون.وببيان توكل عليّ المتوكلون..علمو اني خيرٌ لهم من انفسهم.وان تدبيري لهم احري من تدبيرهم لها..فأذعنوا لربوبيتي مستسلمين.وطرحو انفسهم بين يديّ مفوضين.فعوضتهم عوض ذلك راحة في نفوسهم..ونوراً في عقولهم..ومعرفة في قلوبهم.وتحقيقاً بقربي في اسرارهم ..هذا في هذه الدار ولهم عندي اذا قدموا عليّ ان اجل منصبهم ،واعلي محلهم، ولهم عليّ اذا ادخلتهم داري مالا عين رأت ولا اذن سمعت.ولا خطر علي قلب بشر.
٢٢-ايها العبد: الوقت الذي انت تستقبله لم اطالبك فيه بالخدمة فلا تطالبني فيه بالقسمة.فإذا كلفتك تكفلت لك.فإذا استخدمتك اطعمتك واعلم باني لا انساك ولو نسيتني.واني ذكرتك قبل ان تذكرني وان رزقي عليك دائم وان عصيتني.فإذا كنت لك كذلك.في اعراضك عني.فكيف تري ان اكون لك في اقبالك عليّ؟.
٢٣-ايها العبد : ما قدرتني حق قدري.ان لم تستسلم لقهري.ولا رعيت حق بري ان لم تمتثل امري…فلا تعرض عني فإنك لا تجد من تستبدله عني.ولا تغتر بغيري.فإن أحداً لا يغنيك عني
٢٤- ايها العبد: انا الخالق لك بقدرتي..وانا الباسط لك منتي فكما انه لا خالق لك غيري.فكذلك لا رازق لك غيري.
٢٥-ايها العبد: ااخلق واحيا علي غيري وانا المتفضل؟.اامنع العباد وجود خيري.وانا المنعم.! فثق ايها العبد بأني انا رب العباد واخرج من مرادك اليّ ابلغك عين المراد. واذكر سوابق لطفي.ولا تنسي حق الوداد .