الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبرالله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا. الله أكبر ما تحرّك متحرِّك وارتجّ، ولبى محرم وحجّ، وقصد الحرم من كل فجّ، وأقيمت لله هذه الأيام مناسك الحجّ.
الله أكبر الله أكبر ما نحرت بمنى النحائر، وعظمت لله الشعائر، وسار إلى الجمرات سائر، وطاف بالبيت العتيق زائر، الله أكبر إذا ساروا قبل طلوع الشمس إلى منى ورموا جمرة العقبة وقد بلغوا المنى، الله أكبر إذا ساروا لزيارة الكعبة مكبّرين وللسعي بين الصفا والمروة مهرولين، وللحجر الأسود مستلمين ومقبلين، ومن ماء زمزم شاربين ومتطهِّرين، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزّة والجبروت، سبحان ربِّك ربِّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً ﷺ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أفضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَدِيدًا وَأَكْثَرَ. وبعد أيها الأخوة الموحدون: وَقَفَ الْحُجَّاجُ لَربِّهِم أَمْسِ يَذْكُرُونَهُ وَيَدْعُونَهُ، وَصَامَ مَلَايِينُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا يَلْتَمِسُونَ ثَوَابَهُ، وانطلَقَتِ المسِيرةُ الأَضخَمُ والأَجمَلُ في العَالَمِ، إنَّها مَسيرةٌ للهِ وإلى اللهِ وَحدَهُ. وَفِي عَشِيَّةِ الْأَمْسِ رُفِعَتْ أَكُفُّ الْمَلَايِينِ مِنَ الدَّاعِينَ يَتَحَرَّوْنَ سَاعَةَ الإجابةِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَهُمْ بَيْنَ صَائِمٍ وَوَاقِفٍ بِعَرَفَةَ، فَيَا لَلَّـهِ الْعَظِيمِ مَا أَعْظَمَ عُبُودِيَّةَ الدُّعَاءِ! وَمَا أَجْمَلَ الرَّجَاءَ! وَلَيْسَ يَدْعُونَ وَلَا يَرْجُونَ إِلَّا رَبًّا كَرِيمًا، جَوَّادًا عَظِيمًا، عَفُوًّا حَلِيمًا، غَفُورًا رَحِيمًا، عَلِيمًا حَكِيمًا. عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاليوم هو يوم التضحية والفداء يوم البر والوفاء يوم تحيون فيه سنّة سيدنا إبراهيم بما تريقون من دماء الأضاحي في هذا اليوم العظيم.
هذا يوم العيد ومن معاني العيد أنه مظهر من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعان جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها
التضحية في يوم الأضحية لقد اقتضت حكمة الله عز وجل ومشيئته أن تكون الأمة الإسلامية ذات رسالة سامية، وحاملة أمانة عظيمة وثقيلة، ألا وهي أستاذية العالم وقيادة البشرية، والأخذ بيدها إلى الطريق المستقيم، فقال سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: ١٤٣]، ومن أجل أداء هذه الرسالة وتلك الأمانة، أمرهم الله عز وجل بالجهاد، إذ إنها تكليف قبل أن تكون تشريفًا، وحيث أُمِروا بالجهاد لنصرة الدين، وهداية العالمين، فإن التضحية من لوازمه، بل لا يمكن أن تتحقق ثمرة، أو تحصل نصرة مع غياب التضحية.
معنى التضحية: التضحية كلمة من حروف محدودة تحمل شحنات من المروءة، والثبات على المبدأ، والشجاعة، والإحساس بواجب المرء تجاه المبادئ التي يحملها، والفكرة التي آمن بها واعتقدها. وهي تعني:
بذل ما يستطيع المسلم تقديمه وبذله من النفس والمال، والوقت والحياة والجهد، وكل شيء ابتغاء مرضاة الله وفي سبيله، لأجل إعلاء دينه سبحانه، وسيادة شرعه، وإظهار الحق، وكسر شوكة الباطل، وهداية الناس إلى صراط الله المستقيم؛ ليفوزوا بسعادة الدارين. ولا فوزَ برضوان الله دون بذلٍ وتضحية، ولا جهادَ ولا نُصرةَ، ولا بلوغَ للهدف أيضًا بدونها، فضلًا عن أن للتضحية الثوابَ الجزيل، وأن القعود عنها تترتب عليه أوخم العواقب.
وقد وعدنا الله عز وجل بأن أيَّ شيء نضحي به مالًا كان أم دمًا أم وقتًا، فإنه يعطينا عليه أكرم العطاء، ويجازينا عليه خير المثوبة والجزاء. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: ٣٩]، وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “ما من مجروح يجرح في سبيل الله، والله أعلم بمن يجرح في سبيله؛ إلا جاء يوم القيامة وجُرحُه يَثْعَب [أي: يجري] دمًا، اللون لون دم، والريح ريح مسك”.
صور من التضحية : لقد ضرب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أروع الأمثلة في البذل والتضحية والعطاء من أجل نشر الدين والتوحيد، ضحوا بالنفيس والثمين؛ لقد هانت عندهم أنفسهم وأهلوهم وعشيرتهم وأموالهم في سبيل الله تعالى.
فهذا الخليل إبراهيم وزوجه هاجر وولده إسماعيل عليهم السلام:
هاجر إبراهيم عليه السلام وأسرته إلى أرض مكة قبل بناء مكة، حيث الصحاري والقفار والجبال، فيترك إبراهيمُ عليه السلام زوجَه ولدَه الذي رزقه الله إياه على كبر، في القصة المشهورة المعروفة التي تجسد البذل والعطاء والتضحية من إبراهيم وأهله عليهم السلام، بل أعلى أنواع التضحية التي لم يرى التاريخ لها مثيل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كانت هناك صورة أخرى من صور تضحية آل إبراهيم عليهم السلام: فلم يكد إبراهيم عليه السلام يأنس بولده الذي رزقه على كبر، ويسعد بصباه ويفرح بسعيه معه، إلا ويبتلى بهذا الابتلاء، ويكلف بهذا التكليف؛ فإنه قد رأى في المنام أنه يذبح ولده، ورؤيا الأنبياء وحي وحق؛ وما كان من إبراهيم عليه السلام إلا التسليم والإذعان والامتثال، فلم يستفسر، ولم يُؤل أو يؤجل، بل أسلم لربه، وأخبر ولده بما أُمر به، فما كان من إسماعيل إلا التسليم والإذعان والامتثال، ذرية بعضها من بعض، قال الله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ . رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ . فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ..)
ورؤيا الأنبياء وحي وأراد أن يعرف قرار ولده ولم يقصد إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان متردِّدًا وإنما أراد أن يعرف ما في نفسيّة ولده تجاه أمر الله ليشترك معه في في تنفيذ أمر الله ويذوق حلاوة الطاعة والاستسلام لمراد الله، فسأله وعرض عليه الأمر قائلا: {فانظر ماذا ترى} وأي رأيٌ للابن في ذبح نفسه؟! ولكنه الالتزام بأمر الله وتنحية الهوى، وتجاهل نداء الغريزة المُلح، إنه يريد أن يشترك الولد معه لأمر الله فلا يأخذه على غِرّةٍ، ومن قبل استسلمت الزوجة – الأم لأمر الله. وكما قيل: والدٌ ووالدةٌ وولدٌ كلٌ يُسلم قياده لأمر الله.
فجاء جواب إسماعيل، جواب الولد المحبّ لله أكثر من حبِّه للحياة: {قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} فكان موقف الولد لا يقل روعة عن موقف الوالد، ولم يكن الأمر عرضًا وقبولًا فحسب بل كان امتثالًا لأمر الله وقوله: {إن شاء الله} لأنه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون.
فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدّقنا ولا صلّينا.
إنها التضحية الحقيقية، الضحية والفداء في يوم الأضحية والفداء . أخذ إبراهيم النبي الرسول خليلُ الرحمنِ ولدَه ثمرةَ فؤادِه وابتعدَ به حتى لا تشعرَ الأمُّ وأضجَعَهُ على جبينِه، والجبهةُ بين الجبينين، أضجعه على جبينه فقال إسماعيل لأبيه، الولد يخاطب أباه: “يا أبي اكفف عني ثوبك حتى لا يتلطّخ من دمي فتراه أمي وأسرع مرّ السكين ليكون أهون للموت عليّ، فإذا وصلْتَ إلى أمي أقرِئها السلام”. فضمّه إبراهيم قائلاً:” نِعم الولدُ أنتَ يا بني على تنفيذِ أمرِ الله”، “فلما أسلما وتله للجبين” أي استسلما لأمر الله وانقادا له، وألقى إبراهيم ابنه على جبينه على الأرض؛ ليذبحه
والموقف الآن: أبٌ يحمل سكينًا بيده وبيده الأخري يتِلُ ابنه الوحيد! يا له من موقفٍ يعجز كل بيان عن تصويره، ويئط كل فكرٍ عن تفسيره وكل لسانٍ عن تعبيره، كيف لهذا الشيخ أن تقوى يداه على حمل السكين بل كيف قويت عيناه على رؤيتها في يده؟! ولكنه روعة التنفيذ لأمر الله ناداه الله جل جلاله بالبشرى والقبول، وفدى الله تعالى إسماعيل بذبح عظيم، وهو كبش أبيض أقرن أعين. بذبحٍ عظيم في المنزلة؛ لأنه من الجنة عظيم القدر؛ لأنه فداء لنبىٍ عظيمٍ، ومجعولٌ أضحية وسنة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإذ بنداء جبريل وقد نزل بكبش من الجنة بأمر الله {وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين…وفديناه بذبح عظيم}
أرأيتم قلبًا أُبويًا يتقبلُ أمرًا يأباه أرأيتم ابنًا يتلقى أمرًا بالذبح ويرضاه ويجيب الابن بلا فزعٍ افعل ما تُؤمر أبتاه لن أعصىَ لإلاهى أمرًا من يعص يومًا مولاه واستلّ الوالد سكينًا واستسلم ابنٌ لرداه ألقاه برفقٍ لجبينٍ كى لا تتلقى عيناه وتهتزّ الكون ضراعاتٌ ودعاءٌ يقبله الله تتوسل للرب الأعلى أرضٌ وسماءٌ ومياه ويجيبُ الحق ورحمته سبقت فى فضلى عطياه صدّقت الرؤيا لا تحزن يا إبراهيم فديناه
فحريّ بالشباب المسلم الناشىء اليوم أن يأخذ العبرة العظيمة من هذه القصة وأن يكون نِعم العون لأبيه على تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن يكون بارًّا بأمّه وأبيه عملاً بقوله تعالى:{ وبالوالدين إحسانا} وأن يطيعهما فيما لا معصية فيه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. إنه جزاء الاستسلام والامتثال والتضحية .
وهكذا سار الصالحون على سبيل الأنبياء فكان لهم حظًا من التضحية، فهذا غلام أصحاب الأخدود، يضحي يترك الساحر وسحره، ويترك الملك وملكه وأمواله ووزراءه، ويضحي بنفسه وروحه من أجل أن يؤمن الناس برب العالمين سبحانه، حتى آمن الناس بعد قتله، ثم ضحوا هم أيضًا بأنفسهم، فألقاهم الكفار في النار، فضحوا بأنفسهم وأرواحهم، ولم يكفروا بالله العزيز الحميد . قال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ . الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) البروج
ويمضي ركب المضحين من الأنبياء والمصلحين، والمتأمل في أحوال هؤلاء يجد العجب العجاب من أنواع التضحية، فهذا نبينا محمد ﷺ يدعو قومه للإسلام ويقرأ عليهم القرآن، لم يمل من دعوتهم، ولم ييأس من كثرة جدالهم، وشدة عنادهم، وقسوة قلوبهم، وكفرهم وتكذيبهم وافتراءهم، وسبهم وشتم وانتقصاهم وسخريتهم واستهزاءهم، وتعذيبهم؛ بل وصل الحال إلى طردهم له ﷺ َ، فهاجر من مكة إلى المدينة، وطاردوه ليقتلوه؛ حتى شرع الله تعالى الجهاد، وكانت الغزوات، فضحى ﷺ حتى أظهره الله تعالى عليهم، وفتحت مكة وانتشر الإسلام .
في سبيل هذه الدعوة لاقى الصالحون ما لاقوا، فأين نحن من هؤلاء؟! إن الطريق طويل، تعب فيه آدم، وناح فيه نوح، وألقي في النار إبراهيم، واضطجع للذبح إسماعيل، وشق بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وعاش مع الوحوش عيسى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار في البكاء داود، واتهم بالسحر والجنون رسول الله ﷺ؛ وذبح سعيد بن جبير وما في الأرض رجل إلا وهو محتاج إلى علمه، وذبح الحسين بن علي، وداست الخيل فمه الذي قبله رسول الله ﷺ. (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَه)، فانظروا إلى التضحية في يوم الأضحية.
وهذا أنس بن النضر رضي الله عنه يسمع في غزوة أحد أن رسول الله ﷺ قد قتل، فيمر على قوم من المسلمين قد وضعوا السلاح، فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: قتل رسول الله ﷺ، قال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين-، ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ، فقال: أين يا أبا عمر؟ فقال أنس: واها لريح الجنة يا سعد، إني أجده دون أحد، ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل، فما عُرف حتى عرفته أخته -بعد المعركة- ببنانه، وبه بضع وثمانون جرحًا، ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم
وهذا مصعب بن عمير يضحي بالنعيم والترف في مكة بين أهله، ويهاجر إلى المدينة داعيًا إلى الله تعالى.
وهذا صهيب الرومي لما أراد الهجرة قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك. فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. قال: فإني قد جعلت لكم مالي، فبلغ ذلك رسول اللهﷺ فقال: ربح صهيب، ربح صهيب ، ضحى بكل ماله في سبيل النجاة بدينه ، إنها التضحية والفداء .
وها هم الصحابة يضحون من أجل نصرة هذا الدين، وكلٌ إذا عُدّ الرجال مُقدّم. قال تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” هؤلاء هم القدوة .. فأين نحن منهم ؟!
ما أحوجنا في هذه الأزمان إلى التضحية من أجل دين الله تعالى والدعوة إليه، لا سيما وقد تكالب أعداء الإسلام من الشرق والغرب على النيل منه، ومن أهله، وحال الأمة لا يخفى على أحد؛ ما أحوجنا إلى التضحية والاقتداء بالأنبياء لا سيما وأعداء الإسلام يضحون ويبذلون من أجل باطلهم الغالي والنفيس،
ما أحوجنا إلى التضحية من أجل الإسلام، ففيه عزنا ومجدنا وسعادتنا، ولا سبيل لذلك إلا بالإسلام، وحريّ بالأب المسلم اليوم أن يكون آخذًا بيد ولده إلى طريق الخير والهدى والصلاح والفلاح إلى مجالس علم الدين ليقطف ثمرة عظيمة طيبة ويرى آثار هذه المجالس الطيبة العطرة على ولده، حريّ بالأب أن يعتني بولده بالتربية الإسلامِيّة وأن يحثّه على التخلّق بالأخلاق الحميدة فيحصد بعد ذلك بإذن الله ولدًا بارًّا معينًا له على طاعة الله. وإننا نحثّكم في هذه الصبيحة المباركة على صلة الأرحام. فقد قال رسول اللهﷺ:” لا يدخل الجنّة قاطع” أي لا يدخلها مع الأولين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.
الخطبة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان. الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبرالله أكبر الله أكبر. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا. أيها الإخوة المؤمنين
خذ أخي المسلم بيد أولادك ليزوروا أرحامهم ، ليزوروا جدّهم وجدّتهم وأعمامهم وأخوالهم وأولاد أعمامهم وأولاد أخوالهم فيعتادوا منذ الصغر على صلة الأرحام، ولا تقل أنا لا يزورني أحد فأنا لا أزورهم بل صل من قطعك واعف عمّن ظلمك وأحسن إلى من أساء إليك
انظُرْ إلى أَحوالِ البَائسينَ لِترْفَعَ عَنهُم بَأسَهُم، أَنفِقْ على المحتَاجِينَ، وسَاعِدْ ذَوِي العَاهاتِ وكِبارِ السِّنِّ، “واللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كانَ العَبدُ في عَونِ أَخيهِ”.