الحوار في البيت المسلم: هل بيتك فيه مجلس شورى أم أوامر عسكرية؟
3 يونيو، 2025
بناء الأسرة والمجتمع

بقلم فضيلة الشيخ : ايهاب توفيق عبد الفتاح
( امام وخطيب بالاسكندرية )
هل تبحث عن الراحة في بيتك؟
هل تشعر أن صوتك فقط هو المسموع، أو أنك لا تُسمَع؟
في زمنٍ امتلأت فيه البيوت بالصمت أو الصراخ، نحتاج إلى العودة لبيت النبوّة، حيث الحوارُ سكينة، والشورى عبادة، والكلمة الطيبة حياة.
* اقرأ معنا هذا المقال المؤثر، لنكشف لك كيف كان النبي ﷺ يُدير بيته بالحوار لا بالتحكُّم، وبالمحبة لا بالصراخ…
* دع بيتك يكون بيتًا يُرضي الله… بيتًا يُجالس فيه الزوج زوجته، ويستمع فيه الأب إلى أولاده، وتغشاه الرحمة من السماء.
المقدمة:
هل تجلس مع زوجتك لتسمع منها؟
هل تُشرك أولادك في قرار يخصّهم؟
هل إذا دخلت بيتك، أُغلق باب النقاش، وارتفعت أصوات الأوامر؟
البيت المسلم ليس ثكنة عسكرية، ولا مؤسسة تنفيذية، بل هو مَحضن مودة وسكينة وشورى، كما أراده الله.
قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
وقال: ﴿وَأْمُرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾
الحوار… أساس بناء البيت لا هدمه
الحوار في الشريعة الإسلامية وسيلة تربوية عظيمة ، استخدمها النبي ﷺ مع صحابته، بل ومع أزواجه رضي الله عنهن. ، وحين نزل عليه الأمر بصلح الحديبية، ورأى الصحابة عدم الرضا، دخل على أم سلمة، فاستشارها، فأشارت عليه، فأخذ برأيها، فكان الفرج.
فإن كان النبي ﷺ يستشير النساء، فكيف ببعض الأزواج الذين لا يشاورون زوجاتهم حتى في تعليم الأولاد أو مصروف البيت؟
هل الشورى تسقط بالرجولة أو القوامة؟
كلا ، القوامة لا تُلغي الشورى ، بل من تمام القوامة أن يُحسن الرجل الاستماع والتقدير.
قال الإمام الغزالي: “المرأة إن كانت ضعيفة في بدنها، فهي شريكة لك في دينك، وبيتُك لا يطيب إلا بها، فاستوصِ بها خيرًا.”
نتائج غياب الحوار في البيوت:
1. جفاف في المشاعر.
2. قرارات خاطئة متسرعة.
3. كبت نفسي عند الأبناء والزوجة.
4. بيئة خصبة للنفور أو الخيانة أو الانفصال.
الحوار النبوي في البيت
* كان ﷺ إذا غضبت عائشة، قال لها: “إني لأعلمُ متى تكونين عني راضية، ومتى تكونين عليّ غضبى…”
* وكان إذا دخل بيته، لم يكن متجهمًا، بل يقول: “اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج…”
* وكان يسأل عن حال أهله، ويُمازحهم، ويجلس معهم، يسمع ويُسمِع.
صفات الحوار الناجح في البيت المسلم:
1. الهدوء: لا حوار في وجود الصراخ.
2. النية الطيبة: لا تبحث عن الانتصار، بل عن الفهم.
3. الاحترام: لا تقاطع، ولا تُهين.
4. الإنصات: استمع لتفهم، لا لتردّ.
5. العدل: شارك القرار ولا تفرضه.
خاتمة مؤثرة:
سيسألك الله:
هل كنت تسمع زوجتك؟
هل كنت تعطي أولادك فرصة للتعبير؟
أليس من البر أن نستمع؟
أليس من حسن العشرة أن نُشرك من نحب في القرار؟
اجعل من بيتك مجلسَ شورى، لا ساحة صراع، وامنح أهلك صوتًا، تسمع به صوتك يوم تقف بين يدي الله.