دُرَّةٌ نفيسة، تصلح أن تُجعل منهجَ حياةٍ علميةٍ


بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي الأزهري

دونكم هذه الفائدة الغالية

دُرَّةٌ نفيسة، تصلح أن تُجعل منهجَ حياةٍ علميةٍ رصينة لطالب العلم:

ذكر لي الدكتور هشام عبد الحكيم – وهو طبيب بشري – أن أحد طلاب العلَّامة الكوثري الأوائل، واسمه [فلان] – نسيتُ اسمه الآن، وهو من الأتراك – أخبره أن الشيخ الكوثري كان يقرأ الكتاب الواحد ثلاث مرات، كل مرة على وجهٍ مختلف:

1. قراءة يتقبَّل فيها فكر المؤلِّف.
2. قراءة ينقد فيها ذلك الفكر.
3. قراءة يُوازن فيها بين القبول والنقد.

قلتُ:
هذا من أهمِّ الأسباب التي جعلت الشيخ الكوثري يسبق أقرانه، ويُصبح إمامًا لا يُشق له غبار.

وأما حال كثير من قراء اليوم، فمحصور بين أمرين:
إما نقدٌ من أول وهلة،
وإما قبولٌ من غير تأمُّل.

ونادرًا ما يُعاد النظر أو تُكرَّر القراءة، بل يُخيَّل للقارئ أن فكره وحده يُغنيه عن التروِّي والتأمُّل، وأن القراءة الواحدة تكفيه لتحصيل المقصود.

وهذه المنهجية التي سلكها الكوثري تُوضح مراد الإمام السيوطي بقوله:
“قراءة كتاب عشر مرات، خيرٌ من قراءة عشر كتب.”

والله أعلم.

اترك تعليقاً