هزة الأرض وهزة القلب


بقلم فضيلة الدكتور : عثمان عبدالحميد الباز

كلنا منذ قليل كان يغط في نوم عميق، مغمضةعيوننا ،آمنة قلوبنا ،وما شعرنا بكمال وجمال فضل ربنا ،هُزت الأرض هزة لو شاء ربك لزادت بعضُ درجة ،لتحوَّل النائمون على السر ر إلى جثث في الحفر ،فما أعظم الفضل والمن، الذي غمرنا من الله في السر والعلن

إن هذه الهزة تحتاج إلى وقفة ،وقفة مع القلب ،متى ترجع إلى الله لتدرك كاملَ النجاة ؟

نجاك الله وأنت نائم فمتى ينال قلبُك الغنائم ؟

وبهذه المناسبة تقرأ قلوبُنا قولَ ربنا ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾

والاستفهام هنا للتعجب والإنكار ،وجاء الخطابُ في الآية لغير معين فهو شامل عام في كل مكان وزمان

وكان التعبير بالفضل الماضي فى أمن لأنه متحقق الوقوع في كل مكان وزمان ،والدليل على ذلك ما حدث الليلة كلنا نائمون آمنون مطمئنون وجاء الزلزال ودفعه ذو الجلال.

وكان التعبير بالمضارع في قوله يأتيهم للدلالة على تجدد الإتيان من الله القهار المنان فقد يكون الإتيان بالتدمير وقد يكون وقد يكون بدفعه بقوة القدير ،كما حدث الليلة .

وعبر بالبأس دون العذاب كما في قوله تعالى﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ﴾

لأن البأس شدة ومخافة وفيه طريق للرجوع ،أما العذاب استئصال وعقوبة ،والآن نحن نحتاج إلى هزة للقلب والروح ليصحو النائم ويتذكر الغافل ويتعقل العاقل ،
هزة للأرواح والألباب قبل أن تتحول الهزة من بأس إلى عذاب ويتعذر على القلوب المتاب ،هزة تحول قلوبنا إلى الإيمان ،قبل أن ننام فنصبح في خبر كان .

اترك تعليقاً