عش عزيزا
13 مايو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الدكتور : بشير عبدالله على
إذا كان الإسلام أمر بالزكاة والصدقة والصلة والبر…. فإنه أمر كذلك بالعفة والعزة وعدم التطلع لما في أيد الآخرين ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ))
فالإسلام أحب للمسلم أن يعيش عزيزا فلا يذل ، كريما فلا يضام ، أبيا فلا يهان .
أراد له العفة والكرامة …. أمره بالعمل وحذره من التسول والكسل … وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ))
ولك في الأنبياء والمرسلين والصالحين الأسوة والقدوة فقد كانوا جميعا يعملون بجد وإخلاص ولا يسألون الناس إلحافا … فموسى كليم الله ( عز وجل ) يعمل أجيرا (( قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) ونوح عليه السلام كان يصنع السفن (( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا )) وإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يبرعا في فن البناء (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل )) وكان زكريا نجارا وكان إدريس خياطا ….
ذهب شفيق البلخي في تجارته مودعا أخاه إبراهيم بن أدهم ولكنه عاد سريعا ..
فتعجب منه إبراهيم فقال شفيق : لا تتعجب فقد رأيت في سفري عجبا عجابا …
أويت إلى مكان كي أستريح من عناء السفر فوجدت به طائرا كسيحا أعمى فعجبت وقلت في نفسي : كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان البعيد الخرب وهو لا يبصر ولا يتحرك ؟!
وما هي إلا لحظات حتى أقبل طائر آخر قوي يحمل له الطعام . فقلت في نفسي : إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني في أي مكان فتركت العمل ورجعت.
فقال له إبراهيم : عجبا لك كيف رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى العاجز العالة على غيره ولم ترض لها أن تكون الطائر العفيف القوي الذي نفع نفسه ونفع غيره !!!
نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم والمسلمة عن مد اليد بالسؤال للغير إلا للضرورة ، وإلا فإن العاقبة وخيمة قال صلى الله عليه وسلم : (( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم )