قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ

بقلم فضيلة الشيخ : لطيف الصولى البرزنجى القادرى

( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ )

ما أعظمها من كلمة، وما أوسع ما تحمله من معانٍ: ﴿قال إني عبد الله﴾. ليست مجرد إعلان، بل موقف وجودي يختصر رسالة الإنسان في هذه الحياة.حين تقول: “أنا عبد لله”، فأنت تخلع عن نفسك كل قيد زائف، وتتحرر من سلطان الهوى، وتنجو من فتنة الذات.

أنت لا تعبّر عن ضعفك فحسب، بل تعلن انتماءك إلى قوة الحق، وتثبت أن كرامتك ليست في مالٍ ولا جاهٍ ولا شهرةٍ، بل في انكسارك بين يدي مولاك.

عبد الله…
يعني أنك لست ملك نفسك، بل أملك ما أراد الله منك أن تملك: الطاعة، والخضوع، والمحبة، والإخلاص.

عبد الله…
يعني أنك تعرف الطريق ولا تتخبط، تعرف الهدف ولا تتوه، تعرف أن العبودية ليست نقصًا بل رفعة، وليست قيدًا بل حرية، وليست ذلًا بل عزًا.

كل تعريفٍ آخر ينقصك، وكل لقبٍ آخر يحدك، إلا هذا النسب الإلهي… يرفعك، ويطهر روحك، ويسير بك نحو الخلود.

تاجك ومجدك وهويتك الباقية، وعنوانك الأزلي هو عبوديتك
وما من تعريف للذات أعظم ولا أشرف من أن تكون عبدًا لله.
فكل صفةٍ تزول، وكل لقبٍ يفنى، إلا العبودية، فهي الشرف الذي لا يبلى، والسعادة التي لا تنقطع.

إن قلت: “أنا عبد الله“، فقد وضعت قدمك على صراط الرضا والمحبة، وتجردت من أوهام الكبر والغرور.

إنها الكلمة التي تبنيك حقًا، وتعرّفك على حقيقتك التي لأجلها خُلقت.

فقلها بيقين: “أنا عبد لله”، وامضِ إلى الله حامدًا، ذليلًا، عزيزًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *