دَفعُ شُبهَة
26 أبريل، 2025
العقيدة والصفات

بقلم فضيلة الشيخ : مصطفى القاضى
يَقُولُ المُتَمَسلِفَة:” قَولُ الأَشَاعِرَة ( الله تَعَالَى لَا مَكَانَ لَه) هُوَ نَفيٌ لِوُجُودِ الله تَعَالَى وَإِنزَالٌ لَهُ مَنزِلَةَ العَدَم”..
قُلت:” أَسَاسُ ضَلَالِ المُتَمَسلِفَة قِيَاسُهُم الخَالِقَ عَلَى المَخلُوق، وَهَذَا قِيَاسٌ شَيطَانِيّ، بَنَوا عَلَيهِ فَسَادَ مَذهَبِهِم..
أَمَّا قَولُهُم أَنَّ السَّادَةَ الأَشَاعِرَة أَنزَلُوا الله تَعَالَى مَنزِلَةَ العَدَمِ بِنَفيِ المَكَانِ عَنه، فَهُوَ رَميٌ لِأَهلِ السُّنَّةِ بِمَا فِي المُتَمَسلِفَة ( رَمَتنِي بِدَائِهَا وَانسَلَّت).. وَيَدُلُّ عَلَى جَهلِهِم بِالله تَعَالَى وَكَمَالِه، وَأَنَّهُم تَوَهَّمُوا حَقِيقَةَ الإِلَهِ أَنَّهُ جِسمٌ حَادِث، لِأَنَّهُم عَلَّقُوا وُجُودَ الله تَعَالَى عَلَى وُجُودِ المَكَانِ وَالجِهَة، فَإِنِ انتَفَى وُجُودُ المَكَانِ وَالجِهَة انتَفَى وُجُودُ مَعبُودِهِم المُتَوَهَّم.. !
وَلَا أَزَلِيَّ إِلَّا الله تَعَالَى وَمَا سِوَاهُ مَخلُوق ( كَانَ الله وَلَم يَكُن شَيءٌ غَيرُه) الحَدِيث.. فَالمَكَانُ مَخلُوقٌ أَبرَزَهُ الله تَعَالَى مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجُود، وَيَستَحِيلُ شَرعًا وَعَقلًا أَنْ يَحلَّ الخَالِقُ فِي خَلقِه..
وَالله تَعَالَى مَوجُودٌ وَاجِبُ الوُجُود، وُجُودُهُ تَعَالَى لَا يَتَعَلَّقُ بِوُجُودِ شَيءٍ مِنْ خَلقِه، لَا بِمَكَانٍ وَلَا سَمَاء، وَلَا جِهَةٍ وَلَا عَرشٍ وَلَا كُرسِيّ..، وَكَمَا صَحَّ وُجُودُهُ تَعَالَى قَبلَ خَلقِهِ الخَلقَ بِلَا مَكَانٍ وَجِهَة، صَحَّ وُجُودُهُ تَعَالَى بَعدَ خَلقِهِ الخَلقَ بِلَا مَكَانٍ وَجِهَة..
فَنَفيُ المَكَانِ عَنِ الله تَعَالَى هُوَ إِثبَاتٌ لِوُجُودِهِ تَعَالَى بِكَمَالِه، وَإِثبَاتٌ لِاستِغنَائِهِ تَعَالَى عَنِ الخَلق { فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِين} وَنَفيٌ لِمَا لَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ تَعَالَى مِنْ تَشبِيهِهِ بِخَلقِهِ بِنِسبَةِ المَكَانِ لَهُ تَعَالَى { لَيسَ كَمِثلِهِ شَيء}.. “
وَالله تَعَالَى الهَادِي إِلَى صِرَاطِهِ المُستَقِيم..