الموكب الصوفى بين المقبول والمرفوض … !
26 أبريل، 2025
منهج الصوفية

بقلم الداعية الإسلامى الشيخ : عبدالمنعم محمد الشاذلي
الموكب فى حقيقته تجمعات دينية شائعة بين أهل الطريق ، والمقصود منها لفت أنظار الناس إلى شئ من معالم الدين ألا وهو الذكر ، خصوصاً فى هذا الزمن الذى زاد فيه التكالب على الدنيا ، والإقبال على ما فى الحياة من ملاه وملذات ، ولذلك كانت المناداة فى الأسواق بذكر الله مطلوبة لإيقاظ الوعى الذى صرف فى البيع والشراء ، وأيضا لتذكير البائعين بالله ، فيذكرون بذكره وجوب التحرى فى أوجه الكسب فلا يطففون فى كيل ولا ميزان ، ودعوة تهدف إلى إيقاظ قلوب الغافلين ، وتحريك جوانب الخير فى الصافين ، وترغيبا فى الإكثار من حزب الله ، وتحبيباً للعاملين فى سبيل الله ، أيضاً الموكب إشعار بقوة الإسلام وامتداده وعظمته وانتصاره على الهوى والنفس .
عندما أسلم سيدنا عمر بن الخطاب ، أستأذن رسول الله ﷺ فى الإعلان والدعوة ، ونزل قوله تعالى ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فخرج المسلمون جميعا فى صفين على رأس أحدها سيدنا حمزة بن عبدالمطلب ، و على رأس الأخر عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم أجمعين .
وإتجهوا نحو الكعبة مكبرين مهللين فى وقار وقوة وإيمان
تخشع لها الظواهر والبواطن ، فهذة أول مسيرة فى الإسلام .
وما مواكب الصوفيين إلا امتداد لهذة السنة ، وإحياء لأثرها ، وتذكير بما كان عليه الصحابة والتابعين من الحرص على إعلاء كلمة الله ، وإظهار شعائر الدين ، وتجميع الناس تحت ألويته ، والسلوك بهم الطريق المستقيم .
فإذا خالط الموكب : طبل أو زمر أو رقص أو تصفيق أو صراخ أو مفاخرة ومكابرة ، وإختلاط بين الرجال والنساء ، البدع والتهريج وإستعراضات الحواة بالسيوف والإبر والتعابين ، إذا الموكب خالف شيئاً من صورة مواكب الصحابة كان حراماً ، ويسقط المشترك فيه من عين الله ﷻ والناس .
إن التصوف برئ من هذا لو أشرف عليها مشيخات العالم .
كما ينبغي أن يكون السير فى الموكب على وجه الكمال والوقار وتمام النظام ، خالياً من أى تصرف يسئ إلى الطريق وأهله
أساس الموكب النظام لإظهار قوة الإسلام والطريق لأن النظام أساس كل عمل لا يوجد فيه طبل ولا زمر ولا تهريج ولا تصفيق ولا إختلاط بين الجنسين أن يكون الموكب ليس يكون نفاق لحاكم ، وأن يكون الإعلان بذكر إسم من أسماء الله تعالى نطقا صحيحاً .