بهدوء ! حوار بيني وبين المخالف 

 

بقلم الشيخ: محمد رجب أبو تليح الأزهرى الشاذلي 

 

ختم الصلاة وأرتيكاريا الجهر بالذكر !

بعد أن انتهينا من صلاة الجمعة بدأ يرد على نفسي وعقلي خاطر ملح بختم الصلاة: يا رجل اجهر بالذكر بالصلاة ليتعلم من لا يعرف عنه شيئا

فقلت: أو تظن أن هناك من لا يعرف ختم الصلاة والذكر بعدها ؟

فأجابني : نعم . فإنك قد أصبحت في زمان الملهيات والفتاوى الشاذة التي صرفت الناس عن حقيقة أمور دينها فلا معلم يهتم ولا والد يتفرغ ليعلم أولاده وكثرة الانشغال بالأمور التافهة .

فعزمت على ذلك وأشرت إلى المؤذن أن يناولني الميكروفون لأرفع الذكر بعد الصلاة .

وهنا تقاطعني نفسي : يا رجل سيعترض عليك هذا وهذا بقولهم : (إنها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هذا الحديث النبوي الشريف الذي يتشدق به من لا يفهمه ولا يدرك معناه ! .

فقلت : وليكن لعلها فرصة يتعلم فيها من يجهل هذا الحكم . ويؤدب المتعالم المدعي المتكبر ! .

وشرعت في ذلك وما أن انتهيت من سرد وترتيل الأذكار بعد الصلاة إلا وجاءني المعترض كما توقعت فقال : سؤال إذا سمحت .

تفضل

لماذا جهرت بالذكر بعد الصلاة ؟
وما الذي يزعجك منها ؟

إنها بدعة .

أنا : بدعة ؟! هل أنت متأكد من ذلك ؟

نعم . هي بدعة .

فقلت له : اجلس . خدعوك فقالوا لك هذا .

هو: أنا تعلمت العلم على يدي تلامذة نجباء للعلامة فلان

فقلت : مرحبا . لكن إذا حضر الدليل وعارضه أقول الرجال بالاعتبار بالدليل يا أخي الكريم . ما رأيك إن قلت لك : إنها سنة .

فاحمر وجهه واتسعت منه حدقتا العينين واشتدت الحدة وغلظ الصوت : وما دليك ؟

فقلت له : ما روي عن فعل النبي ﷺ في أثرين صحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الصحاح والسنن .

وما هما ؟ .

قلت : رواه البخاري ( 805 ) ومسلم ( 583 ) عن أبي معبد مولى ابن عباس أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي ﷺ، وقال ابن عباس : (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) .

وفي رواية للبخاري (806) ومسلم ( 583 ) عن ابن عباس قال : ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول اللّه ﷺ بالتكبير ) .

والدليل الأول كأن ابن عباس رضي الله عنهما يعيب على التابعين إسرارهم بالذكر بعد صلاة الفرض ويخبرهم أن النبي ﷺ طيلة حياته كان يرفع صوته بالذكر بعد الصلاة جهرا ليعلم المسلمين .

وفي الثاني يؤكد ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يرفع صوته بالذكر بعد الصلاة أكثر من قوله السلام عليكم ورحمة الله منصرفا منها . وإلا فما رأيك الآن ؟!!!!

فلما صرخ الدليل في وجهه وتقلقل عقله واضطراب فؤاده وانتقع لونه قال: هذه الأحاديث بشرح من من العلماء؟

قلت : بشرح سادات أهل العلم والحديث كشيوخ شيوخنا الإمام ابن حجر العسقلاني والبدر العيني وغيرهما .

فقال: أنا لا أعتمد إلا شروح أهل العلم كالألباني وابن باز وابن عثيمين

فقلت : سبحان ربي وهل هؤلاء الذين ذكرت لك إلا سادات أهل العلم وكبراؤهم ومن غيرهم عليهم عيال فيه

فقالت لي نفسي : ارفق به فإنه مخدوع .

فكانت الضربة الثانية . قلت له : ما رأيك إن كان من ذكرت يفتون بما أخبرتك ؟!

فقال : كيف .

قلت: انظر. وفتحت له موقع ابن باز وقوله في ذلك .

وأخذ يقرأ قول ابن باز بأن الأصل في الذكر بعد الصلاة والجهر به هو الأصل وأنه سنة .

فبرقت عيناه وكاد أن يغشى عليه لتلك الصدمة .

فقال : شكرا .

قلت : عفوا .

والسلام وإلى لقاء جديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *