العدل فى القرآن الكريم
27 مارس، 2025
الإسلام وبناء الحضارة

بقلم الشيخ : حسن رجب البهنساوى
نقدم للمجتمع نوع من أنواع السلام وهو ( العدل )
عزيزى المجتمع :
لقد أوجب الله العدل وجوبا مطلقا وأمر بتحقيقه فى الأقوال والأفعال والتصرفات والحكم والفطرة والتقييم والشهادة والعلاقات الخاصه والعامه والمدنيه والدوليه .
فالعدل هو الحارس للعقيدة والمال والنفس والعرض ، والعدل خصب البلاد وأمن العباد ، به قامت السماوات والأرض ، فإلى العدل يأوي الضعفاء ويلوذ اليه الفقراء وإنصاف للمظلوم ورزق للمحروم ، وبه يجتمع الشمل ، وتتحدث الكلمه ، وتدوم الرابطة ، وتقوى الأواصر بين الناس .
فقد تحدث القران الكريم عند العدل فى مواقف كثيره وحث المجتمع أن ينهل منه ليصبح مجتمع عادل بين الأمم .
عزيزى المجتمع :
ترى تارة يذكر الله العدل الذي جائت به الرسالات السماويه فقال تعالى في سورة الحديد ( لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )
وأيضا ترى الله يذكر العدل فى المعاملات بين الناس فقال تعالى على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فى سورة الشورى ( وأمرت لاعدل بينكم ) – وايضا نرى الله يذكر العدل فى الأحكام حيث قال تعالى فى سورة النساء ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )
وأيضا ترى الله يذكر العدل فى المساواه حيث قال تعالى فى سورة فصلت ( ولا تستوى الحسنة ولا السيئه ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم )
وأيضا ترى الله يذكر العدل فى التقوى حيث قال تعالى فى سورة المائدة ( اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله أن الله خبير بما تعملون )
عزىزى المجتمع :
لقد أمر الله فى القرآن بإقامة العدل فى الأرض والحث عليه ومدح من قام به .
فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل فى حقه أولا ثم فى حق عباده فالعدل فى ذلك أداء الحقوق كامله موفرة بأن يؤدى العبد ما أوجب عليه من الحقوق الماليه والبدنية والمركبة منها فى حقه وحق عباده ويعامل الخلق بالعدل التام ، فيؤدى كل وال ما عليه تحت ولايته سواء فى ذلك ولاية الإمامة الكبري وولاية القضاء ونواب الخليفة ونواب القاضى .
والعدل هو ما فرضه الله عليهم فى كتابه وعلى لسان رسوله وأمرهم بسلوكه ومن العدل فى المعاملات فى عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات بايفاء جميع ما عليك ، فلا تبخس لهم حقا ولا تغشيهم ولا تخدعهم وتظلمهم فالعدل واجب ، والإحسان فضيله واجبه .
عزيزى المجتمع :
لقد مدح الله فى القرآن من يقوم بالعدل حيث قال فى سورة الأعراف ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) فذكر القران كلمة أمة فى الايه اى هى أمة من بين الأمم قدمت العدل بالحق قولا وفعلا وعملا ويدعون اليه وبه يعدلون ويعملون ويقضون ، فالعدل أسم من اسماء الله وله قدره
عزيزى المجتمع :
ذكر الله فى القرآن امور كثيره للعدل فى المعاملات ومنها :
١- العدل فى التجاره ( واوفوا الكيل والميزان بالقسط )
٢- العدل مع الحاكم ( وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط )
٣- العدل مع الزوجه ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفور رحيم )
عزيزى المجتمع :
أن تحقق العدل بين الأمم فى الأرض تحصد الأتى :
★ حفظ البلاد واعمارها لا خرابها
★ امان للأمه كلها وليس الخوف والإرعاب لها
★ احترام للأديان وليس التعدى عليها
★ الحب المتبادل بين الحكام والشعوب
عزيزى المجتمع :
لو أدركت خطورة العدل لبكيت مثلما بكى سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب حينما طرح عليه بعض أبناء شعبه قائلا له ( يا عمر ماذا يكون جوابك حين يسألك ربك ، هل حققت العدل ياعمر فى أمة ولتك شؤنها ٠ ووكلت لك أمرها ) .
★ سؤال الآن الى المجتمع فى جميع العالم ؟
هل حقا نحقق العدل كلنا فى الأرض مثلما حققه سيدنا عمر بن الخطاب
بالعدل تحيا الأمم تحيا الأمم ولا تنهار