من أسباب الصلاح والفلاح : الدعاء بإخلاص
20 مارس، 2025
أدعية وأذكار

بقلم الدكتور : محمد فرج السقا
مدرس أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى اله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلقد قدَّر الله -عز وجل- أسباب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة، وقدَّر أسباب كل شر في الدارين، فمن أخذ بأسباب الخير والفلاح، ضمن الله -عز وجل- له صلاح دنياه، وكان له في الآخرة أحسن العاقِبة مُخلَّدًا في جنات النعيم، فائزًا برِضوان الله –عز وجل-، قال الله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60].
ومن عمِل بأسباب الشرِّ، حصدَ جزاءَ عمله شرًّا في حياته وبعد مماته، قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: 123].
ألا وإن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح، وتتابع الخيرات، وصرف النوازل والعقوبات، ورفع المصائب الواقعة والكربات: الدعاء بإخلاص، وحضور قلب، وإلحاح، فالمولى -جل وعلا- يحب الدعاء ويأمر به.
فالدعاء عبادة عظيمة، بل هو العبادة، كما في حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «الدعاء هو العبادة».
فبالدعاء تستقبل الشدائد والكربات إذا لم يقدر البشر على دفعها، عن ثوبان، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه».
فتقرب إلى الله -عز وجل- بالدعاء، واتق الله –عز وجل- في نفسك، ودع عنك الظلم والطغيان، واعلم أن دعوة المظلوم مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن، فقال: «اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين