‏‎الحق في الخصوصية كحق من حقوق ‏‎الإنسان

‏‎بقلم المستشار الدكتور : محمد فهمي رشاد منصور
مدرس التفسير وأصول الفقه بجامعة القصر الدولية بدولة ليبيا 

 

الخصوصية هي التي تسمح لنا برسم الحدود التي تمكننا من حماية أنفسنا من التدخلات غير المرغوب فيها في حياتنا, وهي التي تمكننا من تحديد هويتنا الفردية وكيف نرغب بأن نتعامل ونتفاعل مع محيطنا. وتساعدنا الخصوصية في رسم الحدود التي نقرر بموجبها من يستطيع الوصول إلى أجسادنا, أو منازلنا, أو اتصالاتنا ومعلوماتنا.

تعريف حق الخصوصية :
يجب على كل إنسان أن يتمتع بمجموعة من حقوق الإنسان التي أقرتها منظمات حقوق الإنسان في المادة رقم 12 من الإعلان العالمي للحقوق، ووافقت عليها جميع دول العالم، ومن ضمن حقوق الإنسان التي أقرتها هنالك حقوق شخصية تتعلق به، وأبرزها حق الخصوصية وهو حق من حقوق الإنسان الأساسية والمعترف بها في معظم الدول الأوروبية والعربية، ويشمل هذا الحق حماية الفرد من نشر بياناته الشخصية والأمور الخاصة على الملأ، أو منع تعرضه لأي ابتزاز يعكر صفو حياته بسبب أموره الشخصية الخاصة، وضمان عدم تدخل أي جهة سواء حكومية أو غيرها في قرارات الفرد الشخصية التي لا تؤثر على غيره أو على المجتمع، وكذلك احترام خصوصية الآخرين وعدم الاعتداء عليها.

يشمل حق الخصوصية للأفراد عدة أمور متعلقة في حياتهم الخاصة وبيانتاهم الشخصية، فيما يلي توضيح لذلك:

حفظ المعلومات الشخصية: في المعاملات اليومية يضطر الفرد لتقديم بعض المعلومات والبيانات الشخصية لبعض المؤسسات والشركات، ويتضمن حقه في الخصوصية أن تحمي الدولة هذه البيانات من أن يُساء استخدامها بأي شكل من الأشكال.

الحفاظ على الممتلكات الخاصة: تشمل الممتلكات الخاصة العديد من الأمور مثل المنزل أو السيارة، ويجب عدم تعرض أي مُلك يملكه الفرد لأي نوع من الاعتداء أو اختراق الخصوصية أو التجسس.

الأمان في استخدام الإنترنت: يجب توفير أمن المعلومات في أثناء استخدام الأفراد للإنترنت، وعدم السماح لاختراق أي مكالمات أو بيانات أو صور.

أهمية حق الخصوصية

فيما يلي توضيح لأهمية تطبيق توفير حق الخصوصية للأفراد والمجتمعات:

حماية الأفراد: يضمن تطبيق حق الخصوصية فرض عقوبات على منتهكي ومخترقي البيانات الشخصية للأفراد، وهذا يوفر حماية للأشخاص وردع للأشخاص الذين يسعون لاستخدام بيانات خاصة بشكل سيئ.

فرض الحدود الاجتماعية: يرغب الكثير من الأشخاص بعدم مشاركة محيطهم بالكثير من البيانات والمواضيع الخاصة، لذلك يضمن هذا الحق عدم اعتداء أي شخص على حياة الآخرين، حيثُ تحتاج علاقات العمل أو الدراسة التحفظ على بعض الأمور الشخصية وعدم إبرازها للجميع.

صنع الثقة بين الأشخاص: يساعد الحق في الخصوصية في بناء الثقة بين الأفراد والمؤسسات التي تطلب تقديم بيانات خاصة كالبنوك أو المستشفيات، حيثُ يقدم الفرد تلك البيانات بأريحية وبضمان حمايتها من الاستخدام بأي شكل سيئ.

الحرية في التعبير: يوفر حق الخصوصية للفرد الحرية في الكلام والتعبير عن مشاعره لمن يريد، ودون الخوف من معرفة أي شخص لا يريده بذلك، ومن دون هذا الحق قد يتعرض الأشخاص لحالات كثيرة من التجسس، وهذا ما سيفقدهم القدرة على الكلام الحر في أي وقت.

حماية الأموال: يحمي هذا الحق وقوانينه التابعة له أموال الأفراد من التعرض للسرقة، وذلك من خلال حماية البيانات البنكية وعدم قدرة أي شخص للوصول إليها إلا الشخص المخول له فقط.

‏‎وعليه, فإن الخصوصية هي أداة جوهرية نستطيع من خلالها حماية أنفسنا وحماية المجتمع من الاستخدام العشوائي وغير المبرر للقوة, من خلال تقليل ما يمكن معرفته عن أنفسنا أو القيام به بحقنا, بينما نحمي أنفسنا من الجهات التي قد ترغب بالتحكم بنا. إن الخصوصية جوهرية بالنسبة لنا كبشر, ونحن في كل يوم نتخذ قرارت تتعلق بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *