خاطرة اليوم : رحلة حياة

بقلم أ : حسن أبو زهاد

تمر بنا الحياة سريعا عبر مشاهدها المتتابعة نفقد ونكتسب ، وكل شيئ له حكمة بالغة ، فلا نجزع ولانحزن فما لحوادثها بقاء ، فربما كان مع الفقد الحياة والنجاة.

 ولو تمسكنا وحققت رغبتنا في البقاء لكان الفناء ، ولكن رحمة الله التي وسعت كل شيء ، نفقد أحلاما لتنبت أحلاما أخري ، نفقد شغف مشاعر لتحل مشاعر جديدة فياضة أكثر صدقا ويقينا ، الحياة بطبيعتها متقلبة فلا دوام إلا لله فقد حكم الأمر لحبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأنك لميت وانهم لميتون )  وحكم لنا حين قال جل وعلا ( كل نفس ذائقة الموت )  وحكم بشمولية حين قال سبحانه ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) .

 فلنتقبل فقدنا ولنحمد منحنا ولنرضي أقدارنا ، نحن لسنا معمرين في هذه الدنيا نودع أحبابا لنا يوما بعد يوم يواري أجسادهم التراب ، وآخرون موتي في حياتهم فلا فائدة فيهم لأنهم جزعوا وتجلمدوا ، وعميت أبصارهم فجحدوا ونكروا كذبوا وصدقوا أكاذيبهم ، عقابهم عند ربهم وآخرون ضمهم التراب لكنهم أحياء بحسن صنيعهم حفروا وجودهم في القلوب.
 الحياة سرعان ما تطوي صفحاتها وهذه طبيعتها تعاقبها كتعاقب الليل والنهار متقلبة كموج البحار،  كلها حكمة وأسرار يعلمها الجبار ،  فقد نتوكل على الله ، نحسن الظن بالله ، والنوايا ونسلم تسليم العارفين حقيقة اليقين ،  فلا ظلم يدوم ولا شقاء يطول ، ولا لحوادثها بقاء ، كل يوم تمر علينا رسالات مضمونها أننا راحلون حين نستيقظ من نومنا نحمد الله عودتنا للحياة ، لأننا لا ندري ان جن الليل هل نشهد الفجر  ، وليتنا ندرك قبل فوات الأوان فلا ناخر توبة ولا نحبس اعتذار لأن الدنيا ربما لا تمهلنا الوقت أن نتوب أو نعتذر ان حان الميعاد ونفذ القرار فلتكن الابتسامة على وجوهنا شعار ومحاسبة النفس ولين القلوب وصلة الأرحام وفتح أبواب الأمل والصفح والغفران والتسامح فالحياة قصيرة ولا تستحق منا الانتظار علي محاسن الكلمات وجبر الخواطر اليوم في الحياة وغداً يكون اللقاء مع الجبار الذي يقول للشيء كن فيكون يخرج كتابنا وتشهد علينا السنتنا وجلودنا ينطقها الله ، ميزان عدل ،  فلا تأجيل ولا تبديل ولكن حق القول ، وعم العدل ، فلا ظلم اليوم ، ولكن ثواب وعقاب ، فلنجمع قبل الرحيل الزاد ولنحسن التزود ، فكل شيئا بميعاد ، فما أجملها من فرصة شهر كريم شهر الرحمة والمغفرة ، والعتق من النار ليكن لنا درعاً من لهيب النار بحسن الأعمال الصالحة وصدق الأعمال والأقوال فما أجمل قلوب تحمل النقاء والصفاء وتودع الجفاء تحمل الإنسانية وتودع الوحشية ، تحمل معان الحياة الفطرية الحقيقية التي تعبر بنا إلي رضا الله وطاعته ، والحمد لله رب العالمين وكل عام والإنسانية بخير ى.
 اللهم احفظ مصر قيادة وجيشا وشرطة وأجهزة الدولة جميعها وشعبا عظيماً اللهم امين يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *