علاج القرآن الكريم للأمراض المبطونة فى النفس البشرية

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

مازال الحديث عن أن القرآن الكريم لم يٌهمل أي جانب من جوانب الحياة ولا أي شأن من شئون الإنسان وصدق تعالى إذ قال ” وما فرطنا في الكتاب من شئ ” .

وحديثًا في هذا المقال عن النفس البشرية وكيف عالج القرآن الكريم الأمراض المبطونة فيها والتي منها الأنا ورؤية النفس والعُجب بها والأنانية والكِبر والغرور والحسد والبٌخل والشُح والحرص والطمع والجشع وغير ذلك الكثير من الأمراض التي يجهلها ولا يُدركها الكثير من الناس .

وبداية نُعرّف النفس البشرية وأوصافها كما وصفها خالقها سبحانه وتعالى ..

النفس البشرية هي جوهر ذات الإنسان وهي محل الغرائز والشهوات وهي ألد الأعداء والخصوم ، ولها أوصاف سبعة :

الصفة الأولى ، هي صفة الأمارة بالسوء ، يقول تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام ” وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ” .

والصفة الثانية هي صفة ” اللوامة ” ، وهي التي تؤنب صاحبها وتُعاتبه عندما يقع في معصية أو يأتي بمخالفة لأمر الله تعالى ورسوله ، يقول سبحانه ” لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ”

والصفة الثالثة هي ” المُلهمة ” ، وهي المُلهمة من الله القابلية للفجور والإنحطاط وللصلاح والتقوى ، يقول عز وجل ” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” .

والصفة الرابعة هي ” المطمئنة ” وهي النفس التي تزكت وطُهِرَت وصفت من آثار الذنوب والآثام ، وهي المُخاطبة من الله تعالى بقوله ” يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية ” ،وهي التي شُرف صاحبها بالإنتساب إلى ربه سبحانه بالعبودية والممنوحة إذن الدخول لجنة الله تعالى ..

والصفتان الخامسة والسادسة هما ” الراضية و المرضية ” وهما اللذان يُنعم الله تعالى على صاحبهما بالرضى والرضوان ، ثم تأتي الصفة السابعة وهي النفس ” الكاملة ” وهي النفس التي تحققت بالعبودية وحقق صاحبها العبودية الخالصة لله وهي الممنوحة كما ذكرنا إذن الدخول في حضرة القرب من الله والوصل بخالقها سبحانه وتعالى والمقام صاحبها في جنة الأنس بالله تبارك في علاه .. كان هذا هو التعريف بالنفس البشرية ..

كيف عالج القرآن صفات النقص في النفس وبما الخلاص والتخلص منها وبما ترتقي إلى صفات الكمال ” النفس المطمئنة الراضية المرضية ؟ .
هذا ما سوف نتحدث عنه بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *