العقيدة الأشعرية أقرب للعقل والمنطق
11 فبراير، 2025
العلم والعلماء

بقلم الدكتور الشيخ / محمد سعيد صبحي السلمو ( الأزهرى البابي الحلبي )
حوار طال قليلا مع مجسم معاند :
لكن عناده جعله مرة يقر بحدوث الزمان وانه من خلق الله ومرة يقول بأن الزمان قديم بقدم الله وهو عرض وهذا يوقعه في الكف والعياذ بالله
وهذا مآله إلى الإلحاد
باختصار الزمان والمكان عند الاشاعرة مخلوقان لله
1- الزمان والمكان من خلق الله عند الأشاعرة:
– الأشاعرة يعتبرون أن الزمان والمكان من خلق الله. كما أن الله هو الخالِق والمُدَبِّر لكل شيء، بما في ذلك الزمان والمكان.
– الزمان والمكان في المذهب الأشعري ليسا قديمين بقدم الله، بل هما محدثان (حادثان)، أي أنهما خلق جديد تم إيجادهما بعد أن كانت الوجودية (وجود الله) قائمة.
– الزمان بالنسبة لهم ليس عرضًا أو صفة ثابتة من صفات الله، بل هو من خلق الله، وبالتالي لا يمكن القول أن الله تعالى كان له “زمن” في ذاته قبل خلق الزمان، لأنه أزلي وباقٍ في وجوده غير خاضع للمكان أو الزمان.
2- الزمان والمكان ليسا قديمين:
– المجسمة أو الذين يذهبون إلى أن الزمان والمكان قديمين بقدم الله – كما هو حال بعض من يسندون أنفسهم إلى القول بأن الله قديم وكل شيء محيط به – يمكن أن يظهر منهم بعض الإشكاليات الفلسفية.
– عندهم، الزمان والمكان في حكم الموجودين مع الله، لكن هذا يتناقض مع الأسس الأساسية للعقيدة الإسلامية التي ترى أن الله هو الذي يخلق الزمان والمكان، وأنه لا شريك له في الخلق ولا شيء في ذاته يتأثر بهذه العوامل.
3- عدم وجود “قبل” مع الله:
– حينما نقول: “أين كان الله قبل خلق الزمان والمكان؟”
، فجواب الأشاعرة هو أن هذا السؤال ليس في محله لأنه لا قبل في حق الله، فالله تعالى أزلي.
إذا كانت بداية الزمن هي التي تخلق العوامل المتعلقة بالـ”قبل” و”بعد”، فهذا لا ينطبق على الله سبحانه وتعالى.
– الزمان عند الأشاعرة، هو مخلوق، وأنه لا يؤثر أو يحد من ذات الله. فالسؤال عن “أين” أو “متى” الله هو سؤال ممنوع لأن الله لا يجري عليه زمان ولا مكان.
4- التعامل مع العدم:
– في المذهب الأشعري، العدم قبل خلق الله للزمان والمكان لا يعني وجود شيء غير الله، بل يُفهم العدم على أنه غيب لا يتعين ولا يصح أن يُوصف بأية صفة من صفات الموجودات.
– الوجود لله تعالى لا يرتبط بالزمان أو المكان، بل هو وجود ذاتي قائم بنفسه، لا يحتاج إلى زمان ولا إلى مكان، والزمان والمكان يوجدان بخلق الله بعده، والحديث عن “قبل” خلقة الزمان ليس معقولًا أو ممكنًا.
5- الزعم بأن الزمان عرض لله:
– إذا قيل أن الزمان عرض لله، في هذا إشكال لأنه يعني أن الزمان سيتغير مع الله، وهو ما يتناقض مع أزلية الله التي لا تقبل التغير.
– الله تعالى ليس عرضًا ولا خاضعًا للزمان أو المكان، بل هو واجب الوجود مستغن عن كل شيء، والزمان والمكان هما مخلوقان مستقلان عن الله.
فلو سأل الملحد عن وجود الله والمناقشة حول الزمان والـعدم، هو سؤال فلسفي عميق يشترك فيه كثير من المفكرين والفلاسفة وعلماء الكلام.
في هذا السياق، من المفيد التطرق إلى كيفية دليل العدمية الذي يقدمه الأشاعرة لوجود الله وكيفية الرد على التساؤلات المتعلقة بالزمان والعدم في ظل العقيدة الأشعرية.
لان المجسمة الذين يعتقدون ان الزمان قديم بقدم الله لن يقتنع
لانه مادام ان الزمان قديم بقدم الله فيوجد بالنسبة لله قبل
فسيقول الملحد وماذا كان قبل
وهذا سيقع المجسم في الدوران والتسلسل
1- دليل العدمية عند الأشاعرة:
الملحد أو المشكك غالبًا ما يسأل عن أصل الكون وعن وجود الله استنادًا إلى التغيرات التي تحدث في العالم، والتغيرات في الزمان والمكان.
ويُطرح هنا دليل العدمية الذي يعتمد على مبدأ أن كل شيء محدث لا بد له من محدث (أي خالق).
– العدمية في هذا السياق تعني أن الكون لم يكن موجودًا في البداية وأنه لا بد من موجد لهذا الكون، لأن الموجودات التي تحدث فيها التغيرات لا بد لها من محدث خارج عن ذاته (أي الله تعالى).
– الدليل على وجود الله، كما يقدمه الأشاعرة، يعتمد على الوجود الذاتي القديم الحتمي لله، فعندما نسأل “ماذا كان قبل الزمان والمكان؟”، نقول إن الزمان والمكان مخلوقان، أي أنهما حدَثَا بعد وجود الله، لذلك لا يسري عليهما مفهوم “القبل” و”بعد” كما هو في الوجود المتغير.
2-هل الزمان والمكان قديمان بقدم الله؟
– في العقيدة الأشعرية، الزمان والمكان مخلوقان ولم يكن لهما وجود قبل خلق الله لهما. بمعنى آخر، قبل خلق الزمان والمكان، كان الله وحده ولم يكن هناك شيء آخر، وفي رواية غيره ، وفي رواية قبله.
– إذا كان الزمان يُعتبر “عرضًا” لوجود الله، كما يعتقد بعض الفلاسفة أو المجسمة، فهذا سيؤدي إلى إشكال فلسفي.
المجسمة ربما يقولون إن الزمان قديم بقدم الله، لكن هذا ليس هو الموقف الأشعري، بل يعتبرون الزمان والمكان مخلوقين.
3- الإجابة على سؤال “ماذا كان قبل الزمان؟”:
– الزمان والمكان مخلوقان، ولذا لا يمكننا تطبيق مفاهيم الزمان مثل “قبل” و”بعد” على ذات الله.
الله سبحانه وتعالى لا يُحده زمان أو مكان. هو واجب الوجود ووجوده أزلي لا يرتبط بتغيرات أو حدود الزمان والمكان.
– العدمية أو العدم قبل خلق الزمان والمكان لا تعني وجود شيء مادي أو متعين، بل تعني غيبًا غير موجود.
قبل خلق الله للزمان والمكان، كان لا شيء، وعليه تكون الإجابة على سؤال “ماذا كان قبل الزمان؟” هي “لا شيء”، ولا يُطرح على الله سبحانه هذا السؤال لأن الله هو الذي يخلق الزمان والمكان بعد أن لم يكن لهما وجود.
4-إذا قال الملحد “ماذا كان قبله؟”:
– إذا قال الملحد: “ماذا كان قبله؟”، فإن الإجابة هي أن هذا السؤال غير منطقي لأنه لا يمكن تطبيق مفاهيم الزمان على الله. فالله سبحانه وتعالى لا يوجد “قبل” أو “بعد” في حقه؛ إذ هو أزلي (لا بداية له).
– الله لا يحده مكان او يجري عليه زمان، وعندما نقول “قبل خلق الزمان”، فإننا نتحدث عن غيب لا يمكن تصوره. الله تعالى موجود أزلي غير خاضع للزمان.
5- إثبات وجود الله في ظل العدمية:
– دليلك على وجود الله من العدم هو أن الكون كله مخلوق، وأنه لا بد لهذا الكون من موجد.
عدم وجود الزمان والمكان قبل خلقهما هو إثبات على أن هناك خالقًا أزليًا هو الله.
وعلى كلام المجسمة فهذا تشكيك بوجود الله ولهذا التجسيم هو طريق للإلحاد
– وبالتالي، يمكن للأشاعرة أن يردوا على الملحد بقولهم: “إذا كان هناك عدم قبل الخلق، فلا بد لهذا الكون من خالق.
وإذا كان الزمان والمكان مخلوقين، فهذا يدل على أن الله هو الذي خلق الزمان والمكان وكل شيء فيه.”
6- الاختلاف بين العدم والوجود عند الله:
– في نظر الأشاعرة، العدم هو عدم وجود شيء وليس مجرد وجود فارغ.
عندما نقول أن الزمان والمكان مخلوقان، فإننا نؤكد أن الله تعالى كان موجودًا قبل وجودهما، وأن الزمان والمكان ليسا أزليين، بل هما محدثان.
– الوجود الإلهي ليس محكومًا بالزمان والمكان، بل هو مستقل بذاته.
الخلاصة:
الزمان والمكان عند الأشاعرة مخلوقان الله تعالى.
الله سبحانه وتعالى أزلي ولا يحده زمان أو مكان.
وأما السؤال عن قبل خلق الزمان والمكان فليس له وجود في العقل الإسلامي لأن الله سبحانه هو الذي يخلق الوجود، ولا يمكن التحدث عن القبل في زمان الله، فهو لا يرتبط بحسابات الزمان والمكان.
عند الأشاعرة، الزمان والمكان مخلوقان وليس لهما وجود قديم.
الله سبحانه وتعالى موجود بذاته أزلي لا يُحده زمان ولا مكان. وعندما نجيب عن سؤال الملحد عن “ماذا كان قبل الزمان والمكان؟”*، فإننا نُبين أن العدم ليس إلا غيابًا للوجود، وأن الله هو الذي أوجد الزمان والمكان بعد أن لم يكن لهما وجود.
إذن، دليل العدمية على وجود الله عند الأشاعرة يعتمد على فهمهم لخلق الزمان والمكان ككائنات محدثة، وبالتالي إذا كان الكون محدثًا فلا بد له من محدث، وهو الله سبحانه وتعالى.
الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
قال الإمام النووي رحمه الله: معناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها. والله أعلم. انتهى.