تزاوج التكفير والسيف والمال
17 يناير، 2025
الماسونية والجمعيات الصهيونية

بقلم الدكتور : احمد عبد الرحيم
الباحث فى التاريخ الاسلامى
المقال الحادى عشر من سلسلة (زمن الدجال)
يستبين عند ذكر تلك المراجعة التاريخية فصل الخطاب فيما بين قدامى الخوارج وكذلك الاباضيون وبين الوهابية الموالون لأشياع الدجال ، ويتجلى معنى قوله صلى الله عليه وسلم”حتى يَخرُجَ آخِرُهم مع الدَّجَّالِ” ومعنى هذا الحديث الشريف ان أول الخوارج ليسوا كآخرهم فان آخرهم خائنون موالون للدجال.
وفى السطور القادمة نستطرد سيرة اولئك الوهابيون حتى نقف على جلية خبرهم :
لم يكن أمر هؤلاء الوهابيون بالامر الذى يخشى ، فلقد احتقرهم علماء الامة وبينوا أمرهم وأفتوا بضلالهم ، وكان جميع المسلمين فى كل مكان يعلم ضلال تلك الفرقة وانها فرقة مارقة عن اهل السنة وانهم خوارج ـ وان خفى عليهم أنهم فقط يلبسون زى الخوارج وهم ليسوا كأوائلهم ـ
كانت الامة الاسلامية تشن هجماتها على اولئك الخوارج من كل صوب وعلى كل لون بدءاَ من المناظرات الدينية والفتاوى بضلالهم وتحذير الناس منهم ومروراً بالتضييق عليهم وانتهاءً بالحملات العسكرية عليهم عندما يقوم هؤلاء الوهابيون بقطع الطريق واخافة السابلة وغزوا البلدان الاسلامية وتقتيل أهلها وسبى اموالها حتى قطع الله منهم أكثر من قرن كما أخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم
سارت الامور كعادتها وكان الوهابيون متحجمون ومتقوقعون داخل بعض قرى نجد شديد الجفاف حتى جاء القرن العشرين التى ذهبت فيه كافة الامور مذاهبها على نحو ما نراها وقد تغول فيه الماسونيون ـ فقد كان بحق هو العصر الذهبى للجماعات الماسونية والدجالية ـ وقد حُقَّ أن يسمى بقرن الشيطان.
ذلك ان الارادة الإلهية قد شاءت أن يتفجر تحت أقدام الوهابيون كنوز الارض ـ وهى النفط ـ والتى استخدموه لا لشئ إلا لمصلحة مواليهم من الانجليز أو الامريكيين فيما بعد
كان تفجر تلك الينابيع البترولية بعد ان خضعت الجزيرة العربية لسلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مجدد الدولة الوهابية الثالثة ، وبعد أن خضع الحرمين الشريفين لسيطرة الوهابيون والتى صار بمقتضاها الوهابيون او بالاصح مواليهم سادة العالم الاسلامى والتى يصدر عنهم كل عام الجموع الغفيرة من كل البلدن والامصار الاسلامية ليحجوا او ليعتمروا ثم يتعرضون لهم فى فرض الفكر الوهابى عليهم من خلال الخطب والدروس او توزيع الكتب التى تحمل ذلك الفكر التشكيكى التكفيرى والباهظة الثمن والتكلفة لتوزع عليهم مجاناً!! حتى يضرب المسلمون بعضهم رقاب بعض!!
ان المد الوهابى لم يحدث قبل ذلك القرن المنصرم ـ القرن العشرين ـ مثلما حدث خلال ذلك القرن؟ حتى صارت الاخبار والقنوات والاذاعات مليئة بهذا الفكر ليعبر عن المسلمون كذباً وليس غيره ؟ بل وحتى التسهيلات التى قام بها الوهابيون فى بناء المساجد فى البلدان الاسلامية لتكون بمثابة قواعد لنشر الفكر السلفى الوهابى؟ بل ولم يكتفى الوهابيون بذلك بل وانهم غزوا المساجد الاخرى ليفرضوا عقائدهم على المسلمين ـ والتى يستمرأها اشياع الدجال ـ
ليس هذا فقط !! بل ان العجيب ان هذاا الفكر الوهابى فى مرحلة من مراحلها حمته الكثير من حكومات الشعوب المسلمة حول العالم فى بلاد لا تعرفه بل وتنكره أشد النكير!! واتاحت فرصاً للوهابيين لنشر مذهبهم وفكرهم غير متكافئة مع باقى المذاهب الاسلامية، نعلم ان كل ذلك قد تم بناءً على املاءات من حلفاء الوهابيين الدائمين فى بريطانيا وامريكا وطلباً للمساعدات النقدية والبترولية الخليجية التى يسيطر عليها الوهابيين.
حتى ان ولى العهد السعودى الحالى قد صرح بانه تم نشر الفكر الوهابي بناءً طلب امريكا وبمباركتها وتم انفاق اكثر من خمسمائة مليار دولار ـ اكثر من نصف ترليون دولار ـ لنشر ذلك الفكر بين المسلمين.
حتى انه من الغريب ان ترى السمة الغالبة فى الدول الاوربية وامريكا لصورة الاسلام هناك هو ذلك السلفى الوهابى قصير الثوب حليق الشارب كثيف اللحية ، ان اكثر المجمعات الاسلامية فى اوربا وامريكا هى معامل تفريخ لهذه الصورة التى اراد الغرب صبغها علىى الاسلام والمسلمين، وكأن البريطانيين والامريكان قد صاروا أئمة هذا الفكر الوهابى السلفى، اذا دبر الغرب لفتنة بعثوا بهم اليها فتراهم من لون وجنس مختلفى الالسنة والثقافة يجمعهم فقط قصر الثوب وحلق الشارب وكثافة اللحية ثم التكفير والسيف والقتال لا يدخلون فى بلد الا قلبوا عاليها سالفها وبثوا الأحن والفرقة والبغضاء بين طوائفها وقاتلوا الجميع حتى اذا فرغت تلك الفرق السلفية من قتال غيرها قاتلت بعضها وكفرت بعضها وليس ما حدث فى العراق وسوريا ببعيد.