سيدى العارف بالله تعالى أبو الإخلاص الزُرقاني
7 يناير، 2025
أولياء أمة محمد


إعداد فضيلة الشيخ : السيد محمد السيد عثمان محمد البلبوشى.إمام وخطيب بوزارة غرب الإسكندرية
القابه : ابو الاخلاص ، وبرهان الدين
نسبه:
هو سيدى بُرهـان الدين ابوالإخــلاص أحمد الزُرقاني الحُسيني النسب من جهة والده – الحسني من جهة والدته .
ولد رضي الله عنه في طيبه الجعفريه في ١١ من شهر ابريل ١٩٢٤ م الموافق ليله ١٢ من ربيع الاول ليلة مولد المُصطفي سيدنا محمد
مسيرته وحياته :
وقد أخذهٌ عمه السيد احمد المرسي الزرقاني العالم الازهري الولي الكائن ضريحه الشريف ومسجده بالجعفرية مركز السنطة ، واعتني بتربيته إلي أن التحق بالأزهر الشريف ( منتسباً الي عامود لرواق الزراقنة ) الذي كان يدرس فيه آنذاك عمه السيد احمد المرسي الزرقاني.
فحفظ القران الكريم وهو لم يتجاوز سن السابعة ودرس الفقه والحديث والتفسير وغيرها من علوم أصول الدين والسنة الشريفة ولما أتم رضى الله عنه دراسته بالأزهر الشريف أخذه شيخه وعمه سيدى أحمد المرسى الزرقانى رضى الله عنه.
اصطحبه عمه سيدي أحمد المرسي رضي الله عنه بعد أن استأذن والده وأخذ منه موثقا أن لا يعود علي طلبه مرة اخرى وطالت إقامته مع عمه ومن حين لآخر كان يزور والده بالجعفرية وارتضى الوالد والوالدة أن يكون ابنهما في كنف السيد المرسي الزرقاني يرعاه ويشتمله بعناية وتربية وقال لهما من الآن هذا ابني ، واعتنى بتربيته التربية الصوفية وقال له وهو في بدايته (انني اعتني بك وأقوم علي تربيتك لأنك ستربي رجالا وسيكون لك شأنآ عظيم ويصلح الله بك وعلي يديك اقواماً آخرين في مدينة وهي احب البلاد بعد مدينة الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)
وهنا يري شيخنا رؤية في منامه أنه اجتمع عليه أسراب من النحل لها دوىّ وأزيز هائل فقص الرؤيا علي شيخه فأخبره أن هؤلاء النحل هم ابناؤك في الطريق وسوف تكون لهم همه عاليه كهمه النحل ،
وبعد أن أتم شيخه تربيته خرج من الجعفريه بإذن الله بصحبه شيخه وطاف البلاد وساح به في البقاع وزار فى تلك السياحة المسجد الأقصي والبيت الحرام والسودان جنوباً وبلاد المغرب العربى و جزيرة مالطة – و التبت بالصين وهي امنع الاماكن دخولاً – وفي انتقالته وسياحته هذة كانت تطوي له الأرض طيَّا ،وكان كثير الحج الي بيت الله الحرام وفى الروضة الشريفة كتب الآيات القرآنية والأدعية النبوية التى سماها بالوظيفة الاخلاصية وحج الى بيت الله الحرام وكانت مدة هذه السياحة سبعة أعوام متصلين.
ولما أرادت العناية الإلهية لشيخنا الاستقرار جاء به شيخه الى الإسكندرية وعندما وصلا الى المسجد المعروف بمسجد النبى دانيال وهو في وسط المدينة بميدان المحطة والشارع يحمل اسم المسجد وهو مسجد اثري ويوجد بأسفله مقبرة الحكيم لقمان بجوار مقبرة النبي دانيال وقد أمره شيخه أن يختلي داخل المسجد ثم أمره بعد ذلك بالنزول في السرداب اسفل المسجد وقال له هذه خلوتك وأمره ألا يخرج من خلوته حتى يعود اليه وكان ذلك لنزع الخوف والرهبة من قلبه ودون مآكل ولا مشرب ولا شئ من ضروريات الحياة الجسديه .
وبعد أن فتح الله عليه وبعد أن انتهت مده الخلوة التي كانت ثلاثة أعوام وأخبر رضي الله عنه وأرضاه عن بعض اسرار هذه الحياة الروحية المستمدة غذائها من عالم الروح لا الجسد فنحن لا نخبر بها إلا اهل الله .
ثم أًذن لسيدي المرسي الزرقاني أن يذهب اليه ويُخرجه من الخلوة وأحضر معه الّزِىّ وأمره أن يصطحبه إلي المعهد الأحمدي بطنطا للتتويج ، ولما وصل للمعهد الأحمدي قام عمه بإعطائه الزِىّ وأمره أن يرتديه .
ثم انتقل سيد أحمد المرسي الزرقاني أن يأخذ شيخنا إلي منطقة غيط العنب ١٢٩ قنال المحمودية بالإسكندرية وذلك عام ١٩٥٠ م حيث بداية العمل بما كُلف به فاستقر الشيخ في زاوية على شاطئ المحمودية وعندما وصلا إلي هذه الزاوية وجد شيخنا الإمام أبو الإخلاص أثراً من دموع في عَينْى شيخه الوقور … فسأله عن السبب ؟
فقال له شيخه السيد المرسي : سيكون في زمانك حروب وسينصرف الناس إلي أرزاقهم ولو ذلك لاتبعك كل أهل الاسكندرية ثم دعا له شيخه فقال ( اللهم أفتح عليه فتوح العارفين بك وأفتح اللهم على يديه وعلى من أخذ بيديه حيآ ومنتقلآ) وقال له (هنا محل اقامتك ومن هنا تنشر طريقتك)
ثم إختلي رضي الله عنه وأرضاه بمقابر كرموز ، وكانت تأتي له الأولياء ليستمدوا من حضرته ، وله فيها كرامات لا تُعد ولا تُحصي ، ومكث فيها لمدة ٤ أعوام كان موظفاً عند الله لخدمة الناس.
وبعد أن قام رضى الله عنه بتأسيس الطريقة الإخلاصية الصوفية ، خرج رضى الله عنه فى سياحة زار خلالها العراق وفيها زار ضريح سيدنا الأمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه فى أرض النجف كما زار سيدى أحمد الرفاعى فى أم عبيدة وزار سيدى عبد القادر الجيلانى فى بغداد وزار أيضا بلاد الشام وسوريا وزار سيدى محيى الدين بن العربى وكانت هذه السياحة الجزء الثانى من سياحته وكان فيها بمفرده كما هى عادات الأقطاب.
.jpg)
وكان يقول رضى الله عنه :
(بحثت عن الأسلوب الأمثل لهذا العصر المتأخر فوجدت أن التربية بالقهر لا تأتى بثمرة فى هذا الزمان وان أفادت فى عصور مضت فجعلت الصبر على الخلق منوالى والنظر بعين الرحمة منهاجى واتباع الحكمة اهتدائى)
فقد كان رضى الله عنه صورة نورانية محمدية وكان يقول (ورثت العلوم وأصول التربية من رسول الله صلى الله عليه وصحبه)
وكان رضى الله عنه وأرضاه يرتدى زى العلماء(زى الأزهر) ، وكانت أكثر ملابسه بيضاء وكان وجيها .على وجهه هالة من الأنوار وذو هيبة ووقار ، اذا رآه أحدا من الخلق ذكر الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وصحبه وسلم.
وكان رضي الله عنه كثير الخلوات وذو بصيرة نافذة ، وكان رضى الله عنه ذو باع طويل فى علم التفسير والحديث
إنتقاله رضى الله عنه:
وفى فجر الجمعة الموافق ٢٠ من شهر ابريل ١٩٧٩ م الموافق 22جماد الاول ١٣٩٩ هـ انتقل سيدى برهان الدين أبو الأخلاص الى الرفيق الأعلى بعد أن عاش من العمر ٥٥ عاماً لم يتزوج خلالها وظل يدعو إلى الله ورسوله ليلآ ونهاراً وتفانى فى صنع الرجال والابطال ودُفن حيث توفى فى المكان الذى كان فيه يتعبد ويقوم بتدريس العلم وإقامة حلقات الذكر وبنفس المكان يوجد ضريحه الطاهر ومقامه الشريف ومع مرور الوقت تم تجديد المسجد وتوسعته وجاء الأذن منه رضى الله عنه لأتباعه وأحبابه بنقل جسده الشريف من الزاوية الى المسجد الكبير بعد مرور ست سنوات وتسع شهور فى يوم ٢-٨-١٩٨٥ م ، فقام ابنائه بنقل جسده الشريف فوجدوه كما هو وبه دفئ وحرارة وتفوح منه روائح الطيب فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ولا الأولياء وشهد ذلك الكثير من أهالي المنطقة واهل الإسكندرية.
وفي فجر يوم الاثنين الموافق ١٩ اغسطس ٢٠١٩ م تم نقل ضريح وجثمان سيدنا ابو الإخلاص وشقيقته ستنا السيدة أم محمد رضي الله عنهم وأرضاهم الي ساحة الأولياء في منطقة بحري بالإسكندرية بميدان سيدي المرسي ابو العباس رضي الله عنه لإقامه الكباري مكان المسجد
وهُدم المسجد بمنطقة غيط العنب وقد وجدوا الجثمان الشريف كما هو دافئ ورائحة المسك قد فاحت منه وذلك بعد أربعين عاما من الانتقال وجثمان السيدة الشريفة ستنا السيدة ام محمد الإخلاصية رضي الله عنها وذلك بعد 6 سنوات من الانتقال وقد وجدوها بكامل هيئتها كأنها انتقلت بالأمس .
ومن مؤلفاته :
* ديوان اهل الذكر
* اسرار المحبين وانوار العاشقين
* المنوال الربانى
* المنهاج النورانى
* سفينة النجا لمن أبتغى الى الله الوسيلة والنجا .. وغيرها من الكتب
وله رضى الله عنه وأرضاه أوراد وأحزاب وقصائد كثيرة.