بقلم: خادم الجناب النبوي الشريف د/ محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
أكاد أجزم بأن جميع منصات التواصل الاجتماعي؛ ما هي إلا وسيلة من وسائل إلهاء الشعوب، ونشر الفوضى الخلاقة، والتمكين لثقافة العولمة؛ ليسود العالَمَ كله نمط واحد، عبر ملايين المنصات الحقيقية والوهمية، التي تنشر الشيء ونقيضه، والأمر وضده، وتطعن في الأصول والثوابت، وتعتمد الجدلية السوفسطائية، وتقول بنسبية الحقائق، فلا توجد حقيقة مطلقة، وإنما الكل مَقُولٌ بالتشكيك، وكل إنسان حر في أن ينشر ما يشاء، ويعتقد ما يشاء، دون حجر عليه!
فالدين وجهة نظر، والإله وجهة نظر، والرسول وجهة نظر، والآخرة وجهة نظر، والعلم وجهة نظر، والدعوة وجهة نظر، والفضيلة وجهة نظر، والشذوذ وجهة نظر، والوطنية وجهة نظر، والمصلحة وجهة نظر، والأزهر وجهة نظر، والتصوف وجهة نظر، وكل شيء في الدنيا والدين وجهة نظر!
وهكذا يغرق العالَمُ في بحار الفوضى، أو تهوي به رياح النسبية في مكان سحيق، فينتهي إما إلى الجنون، وإما إلى الإلحاد!