إعداد أ / مصطفى خاطر
المقال الخامس من سلسلة : ( قطوف من بستان الصالحين )
من أخبار المجاهد الزاهد عبدالله بن المبارك فى الحج :
كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج ، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون :نصحبك، فيقول :هاتوا نفقاتكم ، فيأخذ نفقاتهم ، فيجعلها في صندوق ويقفل عليها ، ثم يكتري لهم ، ويخرجهم من مرو إلى بغداد ، فلا يزال ينفق عليهم ، ويطعمهم أطيب الطعام ، وأطيب الحلوى ، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة ، حتى يصلوا مدينة رسول الله e فيقول لكل واحد :ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها ؟
فيقول كذا وكذا ، ثم يخرجهم إلى مكة ، فإذا قضوا حجهم ، قال لكل واحد منهم : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة ؟
فيقول : كذا وكذا، فيشتري لهم ، ثم يخرجهم من مكة ، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو ، فيجصص بيوتهم وأبوابهم ، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمة وكساهم ، فإذا أكلوا وسروا ، دعا بالصندوق، ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه . ([1])
([1]) الذهبى , سير أعلام النبلاء8/386 , تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج5 بواسطة أبي عبد الله محمد بن أحمد/شمس الدين الذهبي ص 82 , الخطيب تاريخ بغداد 10/158 , المزى , تهذيب الكمال 16/21