نساء مصر

بقلم الشيخ : سعد طه

مصر من أفضل الأماكن علي وجه الأرض , هي أرض الكنانة , ذكرها الله في كتابة بالأمان, فقال الله تعالي: (ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين)  ووصفها حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم بقوله (استوصوا بمصر خير فإن لهم ذمة وصهرا) .

مصر مساكن الأنبياء , وحصن العلماء ومنهل للعارفين الأذكياء, شعبها أفضل الشعوب .

ونساءهم خير النساء , ونذكر مثال واحدا: وهي السيدة هاجر المصرية وكانت زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام , فيا له من شرف أن تشرف مصر بأن يكون منها امرأة زوجة نبي من الأنبياء , وهي أم سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي من نسله سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم , وجين وضعت جاء الوحي لسيدنا إبراهيم بأن يأخذ السيدة هاجر وابنها الرضيع ويضعهم في الصحراء, فإذ بالسيدة هاجر المرأة المصرية المؤمنة بربها تقول لسيدنا إبراهيم: (لمن تتركنا) ثلاث مرات , وفي الأخرة قالت له: أءلله أمرك بهذا فقال نعم.

فإذ بها تقول له إذن الله لن يضيعنا, وتركهم سيدنا إبراهيم عليه السلام ودعاء ربه قالا: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) ولما نفد الطعام والشراب وقل اللبن من صدر السيدة هاجر أخذت تبحث عن الماء في كل مكان فسعت بين جبلين وهما (الصفا والمروة) سبع مرات علي أمل أن تجد ماء أو طعاما, فجعل الله لهذه المرأة المصرية الصابرة شيئا يخلد إلي يوم القيامة وهو جزء أركان الحج والعمرة وهو السعي بين الصفا والمرأة, قال الله تعالي: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فإذا بالطفل الصغير إسماعيل عليه السلام يخرج من تحت قدمه ماء فنزلت مسرعا وتقول للماء زمي زمي

فقال النبي صلي الله عليه وسلم (رحم الله أم إسماعيل لو لم تقل زمي زمي لكانت عينا معينا) ثم تخرج من امتحان لامتحان اكبر وهو ذبح ابنها إسماعيل حين رأي سيدنا إبراهيم ذبح ابنه (فقال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت أفعل ما تأمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) فسلم إبراهيم لأمر ربه وابنه إسماعيل وأمه هاجر إلي أمر الله عز وجل, ولكن الله كان رحيم بهذه الأم الصابرة وعاد إليها ولدها .

فهل هناك شرف لمصر أكبر من هذا, أن الله خلد اسماء السيدة المصرية في القران, وفي أركان الحج والعمرة.

اترك تعليقاً