الخطورة وفقد السيطرة
20 ديسمبر، 2024
بناء الأسرة والمجتمع

بقلم أ : حسن ابو زهاد
ان الخطورة تمكن في عدم السيطرة النفسية علي الذات الإنسانية ، وتكمن الخطورة الحقيقية في احساس الخطورة الذي يفقد الإنسان توازنه يشبه تمام السيارة التي تخطت سرعتها اللامعقول ، فأصبح من الصعب علي سائق السياره ان يتملك الامان في القيادة ، وصارت قيادته قيادة عشوائية لا تخضع لمعايير الامان ، ربما تتحول الى سرعة جنونية او قيادة غير آمنة بصفة عامة مما يعرض السائق والسيارة للهلاك .
ان احساس الخطورة قد يفقد الشخص توازنه نتيجة المؤثرات الخارجية التي أثرت عليه ، والتي دفعت العقل إلي اتخاذ القرارات السريعة غير المحوسبة ، والتي أحدثت ارتباك في مصادر اتخاذ القرارات ، فكمنت الخطورة الحقيقية علي النفس والاخرين مما يدفعه إلي اتخاذ خطوات متتالية وسريعة وغير محسوبة نتيجة التفكير الزائد الذي أرهق العقل فأحدث اختلال في سلامة التفكير ، فصارت ردة الأفعال لا تخضع لمعايير التملك ،
ان الضمان الحقيقي في سلامة التفكير والتي تكون نتيجة طبيعية للهدوء النفسي وسلامة الانفعالات فقد يصاحب الإنسان أفعال لا أساس لها في المنطق ، ولا تحكمها أطر نتيجة احساس الخطورة الذي يتحكم في الذات ، فيكون المحرك الأساسي للانفعالات .
ولو اردنا الاحتفاظ بسلامة التفكير لابعدنا عن مخيلتنا القلق والتوتر والتزمنا الهدوء النفسي ، وربما كان الاصوب البعد بعدا تاما عن اتخاذ القرارات أثناء الصراعات النفسية والتوتر ، لأنها حتما ستكون علي أسس غير صحيحة ولن يحالفها الصواب في معظم الحالات .
ولكن القوة الإيمانية خير حافظ للقوي الإيجابية التي تدفع سريعاً ناحية تخطي هذه الانفعالات والتحكم في مصادر اتخاذ القرارات العقلية برجاحة وفهم وإدراك .
ان من اهم أسس السلامة العقلية عدم إرهاق العقل او ممارسة الضغوطات عليه حتي لا نجعله يتخذ خطوات سريعة غير محسوبة .
ان الراحة النفسية والطمأنينة التي يحتاجها الإنسان هامة لسلامة اتخاذ القرارات , فالسيارة حينما تتجاوز السرعة المقننة لها تفقد السيطرة على المحرك وتصبح عرضة للحوادث .
ان الخطورة الحقيقية تكمن في عدم السيطرة على الذات فقد حثت الأديان السماوية علي الحلم لانه سيد الأخلاق وان تمنح الذات الراحة النفسية والطمأنينة المناسبة لها كثيرا من المشكلات المتفاقمة بين البشر مرجعها الي فقد السيطرة ، وعدم التوازن النفسي ، والتحكم في ردة الأفعال , واتخاذ القرارات .
أنها لحظات فاصلة بين الذات في الشعور الحقيقي واللاشعور ، لحظات يغيب فيها العقل عن الذات .
ان السلامة الحقيقية تمكن في التمسك بالتعاليم الإيمانية التي تحثنا علي الهدوء والسلامة النفسية فليس الشديد من يصارع الناس ، ولكن الشديد من يتملك نفسه عند الغضب .
ان روح المحبه والوئام والرضا والسماحة حينما تتملك الإنسان تنجو به من عالم المهالك والصراعات ، وتدفعه الي عالم الروحانيات النورانية ، والطاقة الإيمانية التي تمثل الدرع الواقي من صدمات الحياة.
ربما كثيرا من أفعالنا نكون نادمين عليها لأنها صدرت منا تحت تأثير عدم السيطرة على الذات وكأننا غير مسؤولين عنها لأنها افقدت الإنسان توازنه الحقيقي مما يمثل تفاوتا بين الذات وردة الأفعال فتصيب الإنسان بردو أفعال غير محسوبة علي الذات ، ولكنها نتاج طبيعي من عدم السيطرة النفسية علي الذات ، وخطورة المواقف تكمن في عدم السيطرة ، والعلاج الحقيقي هي الطاقة الإيجابية الإيمانية التي تمثل الحماية الحقيقية من ردود الأفعال العكسية لتلك الخطورة وردة الأفعال
الجمعة الموافق 20/12/2024