الحديث عن شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة صغيرة

بقلم / د. محمد سالم

الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر 

بعض الأقلام تعرض لتلك القضية ولعل من أثارها الدكتور أكرم العمري وتابعه البعض

والمعول أو القضية باختصار التشكيك في رواية ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة وهي بنت 45 !

بدعوى أن الواقدي ضعيف

قلت ولقد ذكر ابن سعد أكثر من رأي منها أنها كانت بنت 35 وقيل 28

واستند المشكك لرواية عند الحاكم وأخرى عند ابن

أما التي عند ابن سعد فقد جاء فيها:

قال ابن سعد في “الطبقات”: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي ‏صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت خديجة يوم تزوجها رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ابنة ثمان وعشرين سنة، ومهرها اثنتي عشرة أوقية، وكذلك كانت مهور ‏نسائه صلى الله عليه وسلم. ‏

قلت وفي الرواية :

‏1-‏ هشام بن محمد : ‌هِشَام ‌بن ‌مُحَمَّد ‌بن ‌السَّائِب أَبُو الْمُنْذر الْكَلْبِيّ من أهل ‏الْكُوفَة يروي عَن أَبِيه ومعروف مولى سُلَيْمَان والعراقيين الْعَجَائِب ‏وَالْأَخْبَار الَّتِي لَا أصُول لَهَا روى عَنهُ شباب الْعُصْفُرِي وَعلي بن حَرْب ‏الْموصِلِي وَعبد الله بن الضَّحَّاك الهدادي وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع أخباره فِي ‏الأغلوطات أشهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإغراق فِي وصفهَا ( المجروحين لا بن ‏حبان) ‏

وقال الذهبي متروك , والدراقطني: متروك, قال أحمد بن حنبل: إنما كان ‏صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه. ‏

‏2-‏ أما أبوه فأكذب منه قيل عنه: كان ‌الكلبي سبائياً من أصحاب عبد الله بن ‏سبأ من أولئك الذين يقولون أن علياً لم يمت وأنه راجع إلى الدنيا ‏

‏3-‏ كما أن ابي صالح لم يرى ابن عباس ولم يرو عنه حرفا واحدا ‏

وعليه فتلك الرواية كاذبة واهية

والأخرى عند الإمام الحاكم وحسنها بل وتعصب لها وتعصب لها الدكتور العمري وهي تقول:

أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ‏حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ‏‏«أَنَّ أَبَا طَالِبٍ وَخَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ مُهَاجِرٍ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَدُفِنَتْ خَدِيجَةُ بِالْحَجُونِ، وَنَزَلَ ‏فِي قَبْرِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لَهَا يَوْمَ تَزَوَّجَهَا ثَمَانٌ وَعِشْرُونَ ‏سَنَةً» ، قَالَ مُحَمَّدٌ: «وَكُنْيَةُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أُمُّ هِنْدٍ، وَكَانَ لَهَا ابْنٌ وَابْنَةٌ ‏حِينَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ خَدِيجَةَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ ‏الْأَصَمِّ وَأُمُّهَا هَالَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَافٍ» ‏

قلت وفيها:

‏1-‏ محمد بن احمد بن بالوية صدوق ثقة ت 374هـ وهو شيخ الحاكم ‏

‏2-‏ أبو جَعفَر ‌أَحمَد ‌بن ‌محمد ‌بن ‌أَيُّوب، الوَراق، البَغدادِي: ليس بالقوي ‏

سئل عنه يحيى بن معين؛ فقال: كذاب؛ ما سمع من هذه الكتب قط.‏

وقال يعقوب بن شيبة: ليس من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطَّلب، ‏وإنما كان وَرَّاقًا، فذكر أنه نسخ كتاب “المَغَازِي” الذي رواه إبراهيم بن سَعْد عن ‏ابن إسحاق لبعض البَرامكة، وأنه أمره أن يأتي إبراهيم بن سعد فَيُصَحِّحها؛ فزعم ‏أن إبراهيم بن سعد قرأها عليه وصححها. وقد ذكر أيضًا: أنه سمعها مع الفضل ‏بن يحيي بن خالد من إبراهيم بن سعد، وأنه هو الذي كان يلي تصحيحها. ( ‏المقدسي الكمال في أسماء الرجال) ‏

والأغلب على تضعيفه خصوصا عن إبراهيم بن سعد ‏

وإبراهيم بن سعد الزهري فيه خلاف والمعظم على توثيقه. ‏

‏3-‏ محمد بن إسحاق فيه خلاف والأغلب أنه ضعيف في الحديث قيل عنه: ‏قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر محمد بن إسحاق؛ فقال: رجل كان يشتهي ‏الحديث في كتب الناس فيضعها في كتبه. واتهم بالتشيع وقيل صدوق ‏يدلس وغيرها من كلام فيه أخذ ورد بين أهل العلم ولعل هناك شبه ‏اجماع علي الأخذ به في المغازي والسير مع الحذر ورد حديثه ‏

واقل ما يقال عنها إنها ضعيفة

كما ثبت فارق السن من الحديث عن الوفاة والمولد بين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة

كذلك ثبت وتزوجت قبله صلى الله عليه وسلم برجلين. أولهما عتيق بن عابد: أي بالموحدة والمهملة، وقيل ‏بالمثناة تحت والمعجمة فولدت له بنتا اسمها هند، وهي أم محمد بن صيفي ‏المخزومي. وثانيهما أبو هالة، واسمه هند، فولدت له ولدا اسمه هالة، وولدا ‏اسمه هند أيضا فهو عند بن هند: أي وكان يقول: أنا أكرم الناس أبا وأما وأخا ‏وأختا، أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه زوج أمه، وأمي خديجة، وأخي القاسم، وأختي ‏فاطمة، قتل هند هذا مع عليّ يوم الجمل رضي الله تعالى عنه. ‏

وعليه فإن فارق السن واضح وحتى لو كان الواقدي ضعيف فإن الشواهد تنصر لرواية الواقدي والأمر يحتاج لمزيد من البحث وفارق السن له علل وحكم تحتاج لبحث مطول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *