بقلم : الأستاذ مازن أبو الفضل مدرب تنمية ذاتية وتنمية مهارات
ما من منظومة إجتماعية إلا ودعت الضرورة أن يكون على قمتها قائد، منصب يؤمن للناس احتياج مهم ألا وهو التوعية والإرشاد، وهو منصب مستوحى من الربوبية والألوهية لذلك كان الأنبياء قادة قومهم.
والقيادة شغلت بال كثير من رواد الإجتماع والسياسة والفلاسفة حيث وضعت عديد من النظريات بشأنها، جدير بالذكر منها نظرية “حاكمية الفيلسوف” التي نراها في كتابات الفارابي وكل من تكلم عن السياسة بمنظور فلسفي.
وطبعاً نظرية “الإمامة” في الفكر الإسلامي و”القطبية” في الرؤى الصوفية ولعل العلوم الغربية اقتربت من هذا المفهوم عندما طرحوا نظرية think tanks كمجموعة من المفكرين الإداريين، وأيضاً نظرية القيادة الخادمة كمنتج شرقي في وجه القيادة العملية النفعية الغربية.
ماذا يمكن أن يقدم القادة لشعوبهم؟
يمكن ان نجيب عن هذا السؤال بالتأمل في آية واحدة من سورة “قريش” حتى يمكن أن ننهل من مائدة القرآن ما نضبط به أنماط حياتنا.
في سورة قريش الآية التي تبين فضل الله على قريش أنه:
أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
أهم نعمتين لأي إنسان، وأهم وأبده دور لأي قيادة، سد الإحتياجات وتبديد المخاوف فالجوع ليس جوع البطن فقط، وإن كان جوع البطن أولى الاحتياجات التي يجب سدها وهناك نوع من الجوع للمعرفة، وهذا سده ببعثة سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام.
وهناك مخاوف كتير، كالخوف من الهجر الذي يحتاج الى نشر الطمأنينة لدى الشريك، وهناك مخاوف نفسية غير مبررة كالفوبيا التي تحتاج إلى فهم ودعم، وهناك خوف من بطش الأقوى الذي يحتاج إلى قوة عتاد حتى يسد.
سد الإحتياجات وتبديد المخاوف
انظر الى موقعك في النظام الإجتماعي، سواء كنت أب أو أم أو صديق أو أخ أو رئيس دولة أو تدير فريق عمل واشغل نفسك بهاتين، أهم عاملين في القيادة الحكيمة والولاية المستمدة من نور الله وهدي النبوة.
فالقيادة الحكيمة هي القيادة الخادمة بنور الله وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته كما قال النبي الأعظم وما من أحد إلا وهو رئيس من جهة ومرؤوس من جهة كما قال الفارابي الحكيم.