بقلم الدكتور / الفاتح محمد
يقول بعض المعارضين للالتزام بالمذاهب الأربعة: لماذا نضيق واسعا؟والفقه أوسع من المذاهب الأربعة؟
فهناك مذهب الأوزاعى والليث بن سعد وسفيان الثورى والظاهرية واختيارات ابن تيمية…إلخ
وبناء عليه فأنصار المذاهب الأربعة هم المتشددون المضيِّقون وليس دعاة اللامذهبية.
هذا كلامهم. والرد عليه فى ثلاث نقاط؛ الأولى وهى الأهم: هل أنتم تقولون بتوسعة الفقه على سبيل الاختلاف والسعة أم على سبيل الإلزام؟
يعنى نحن أمامنا بدل المذاهب الأربعة ثمانية مذاهب مثلا؛ فإذا اختلفوا فى مسألة فهل يصح الأخذ بأى مذهب فى الثمانية أم أنكم تلزموننا بالأخذ بواحد منها بحجة اتباع الدليل وبدعوى أنه الراجح..
مثلا المذاهب الأربعة ترى عدم مس المصحف لغير المتوضئ والظاهرية يقولون بجواز ذلك؛ إذن على الطريقة الواسعة فى الفقه يجوز للمسلم تقليد الظاهرية فى هذه المسألة ومس المصحف..
إذن نحن أمام فقه جديد فيه زيادة فى الرخص ودائرة المباحات تزيد وتكبر، وكله خير وبركة؛ لأنك تضيف إلى الاختلاف بين الأربعة ما خالفهم فيه غيرهم، ولك أن تقلد أى مذهب قائل بالجواز فى الأربعة أو فى غيرهم..
فاهم؟
وطبعا الواقع بخلاف ذلك إذ إنهم يلزمون الناس برأى واحد حتى لو كان مخالفا للجمهور وفى بعض الأحيان يكون مخالفا للمذاهب الأربعة، ومع ذلك يجبرونك عليه بدعوى أنه الموافق للدليل.
الأمر الثانى أن المذاهب الأربعة فيها ما ليس فى غيرها من الجهد الجماعى والقبول الكبير والانتشار والواسع وطول التحرير والتنقيح والأخذ والرد والنظر والاستدلال. وهذا ما ميز مذهب المالكية عن مذهب الليث بن سعد، وهذا ما تختصره عبارة الشافعى: كان الليث أفقه من مالك،. لولا أن أصحابه لم يقوموا به.
فأنت حينما تقول المذهب المالكى فإنك تعنى الرأى المشهور فى المذهب الذى تتابع عليه أئمة كبار، وليس رأيا لشخص منفرد مهما بلغت رتبته فى العلم كالليث وغيره.
الأمر الثالث حين تدعو إلى مثل هذا التوسع لماذا تغضب عندما تجد أمثال الدكتور سعد الهلالى يتتبع كل ما هو شاذ وينشره؛ فالرجل فى أكثر المسائل له سلف، ولا تغضب حين ترى من يبيح زواج المتعة أو أكل شحوم الخنزير وغير ذلك.