السيدة زينب بنت النبى والعاص بن الربيع

بقلم الشيخ : سعد طه

 

السيدة زينب بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي واحدة من أبرز النساء في تاريخ الإسلام وعلاقتها بزوجها العاص بن الربيع تمثل نموذجًا لقصة حب ووفاء تجسد القيم الإنسانية والإسلامية.

حيث ذهب أبو العاص إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقال أريد أن أتزوج زينب ابنتك فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: لا أفعل حتي أستأذنها. فدخل النبي صلي الله عليه وسلم علي زينب فقال لها: ابن خالتك جاءني وذكر اسمك. فهل ترضينه زوجا لك؟ فاحمر وجهه وابتسمت فعلم النبى صلى الله عليه وسلم أنها قبلت الزواج منه.

 

فتزوجت السيدة زينب بالعاص بن الربيع قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبل أن يبعث رسول الله برسالة الإسلام كان العاص من أسرة قريشية معروفة بالتجارة والنبل، وكان محبوبًا لدى قريش، كما كان يُعرف بأخلاقه الحميدة وقد أحب العاص زينب حبًا عظيمًا، وكان زواجهما سعيدًا وأفضل نوع من أنواع الود والمحبة والطمأنينة الحق, وأنجبت منه (علي وأمامة) ولكن لابد في الحياة من تحديات, فمن هذه التحديات التي حصلت لهما ابتلاء الهجرة وتحديات الإيمان

بعد أن بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، أسلمت زينب وظلت على دين والدها، بينما بقي العاص على دين قريش، رافضًا دخول الإسلام في ذلك الوقت كان هذا الأمر مؤلمًا وصعبًا على زينب، لكنها لم تتخلَّ عن حبها ووفائها لزوجها وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، بقيت زينب في مكة مع زوجها.

 

وقعت غزوة بدر، وكان العاص بن الربيع في صفوف المشركين فكانت السيدة زينب تبكي وتقول: اللهم إني أخشي من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي وتنتهي المعركة بانتصار المسلمين ويقع العاص من ضمن الأسرى الذين أُسروا على يد المسلمين. عندما علمت زينب بذلك، أرسلت فداءً لزوجها، وكان هذا الفداء عبارة عن قلادة كانت تخص والدتها السيدة خديجة (رضي الله عنها) عندما رأى النبي محمد القلادة، تأثرت مشاعره بشدة وطلب من أصحابه إطلاق سراح العاص إن رغبوا بذلك، فوافقوا وأطلقوا سراحه.

اشترط النبي صلى الله عليه وسلم على العاص بن الربيع أن يُعيد زينب إلى المدينة، ووافق العاص على ذلك احترامًا للعهد وهكذا افترقت زينب عن زوجها بعد سنوات من الحب، وعادت إلى المدينة المنورة مع المسلمين ظل العاص بن الربيع بعيدًا عن الإسلام لبعض الوقت، لكن محبته لزينب ووفاءه لها ظلا واضحين

بعد فترة، شاء الله أن يُسلم العاص بن الربيع. جاء إلى المدينة وأعلن إسلامه أمام النبي صلى الله عليه وسلم ورد إليه زينب بعد أن جمع بينهما الإسلام مرة أخرى، ليعيشا حياة سعيدة ومليئة بالمودة والرحمةكان إسلام العاص دليلاً على عمق تفكيره وإخلاصه، وكذلك على تأثير زينب في حياته.

عاشت السيدة زينب مع العاص بعد إسلامه فترة من الزمن، لكنها توفيت في السنة الثامنة للهجرة كان موتها مؤلمًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولزوجها العاص، حيث ظلت ذكراها عالقة في قلوبهم، فقد كانت مثالًا للوفاء والإخلاص حتى في أصعب الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *