خمس وقفات مع جبل الرماة

بقلم الشيخ / أحمد عبدالله عطوة

خمس وقفات مع جبل الرماة :

*الأولى : هو جبل صغير يقع مقابلا لجبل أحد وبينهما دارت أحداث غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، وعين الرسول -صلى الله عليه وسلم – خمسين من الصحابة -رضي الله عنهم-، وأمر عليهم عبدالله بن جبير بن النعمان -رضي الله عنه -، وحدد المهمة لهم بكل وضوح : اثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك إن كانت لنا أو علينا، حتى إن رأيتنا تخطفنا الطير من أرض المعركة.

*الثانية: استجاب الصحابة -رضي الله عنهم- ونفذوا المهمة فكان النصر حليفا للمسلمين وانهزم الكفار وفروا من أرض المعركة تاركين الأسلحة والدروع وانشغل الصحابة -رضي الله عنهم- بجمع الغنائم فتحرك حب الدنيا في قلوب بعض الصحابة الذين على جبل الرماة وقالوا: لقد انتصر أصحابنا، الغنيمة الغنيمة، ونزل أربعون من الخمسين ولم يستجيبوا لنصيحة أميرهم بالبقاء؛ مما جعل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وكان وقتها قائد كتيبة فرسان قريش فرجع بهم وقتل العشرة الذين على جبل الرماة أولا، ثم قتلوا وجرحوا من الصحابة العدد الكبير حتى شج رأس الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكسرت رباعيته وأشيع أنه قتل.

*الثالثة : مخالفة أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم- سبب هزيمتنا في كل معاركنا مع الباطل.

*الرابعة : حب الدنيا سبب ضعفنا وذلنا لأعدائنا وضياع عزتنا قال ابن مسعود -رضي الله عنه- : ( ما كنت أظن أن أحدا من الصحابة رضي الله عنهم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )

وقال صلى الله عليه وسلم موضحا سبب الهوان رغم كثرة المسلمين : “حب الدنيا وكراهية الموت”.

*الخامسة : على حراس الحق وجنود التوحيد الثبات على الجبل وصد كل شبهات الباطل وشهوات الرذيلة وإياكم من ترك مواقعكم في الدعوة لأجل الدنيا أو لشعور بالإحباط و اليأس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *