بقلم الشيخ / محمد رجب أبو تليح اﻷزهري الشاذلي .
لقد بشر سيدنا إدريس عليه السلام بسيدنا محمد ﷺ مثله كمثل اﻷنبياء والرسل عليهم الصلاة و السلام في تأدية أمانة البشارة به ووفاء بالعهد الذي أخذ عليهم من الله عز وجل ووردت هذه البشارات في كتاب سفر أخنوخ وهو إدريس عليه السلام كما هو اسمه عند أهل الكتاب وهو سفر يدرج تحت تصنيف اﻷسفار غير القانونية لدى الكنائس لكنه معتمد عند الكنيسة الحبشية
وهذا مما جاء فيه وندرج الشرح بين قوسين المثل الثاني :
مجيء المختار للدينونة الاخيرة ( والمعروف أن المختار من ألقابه ﷺ وفيه إشارة إلى مجيئه في آخر الزمان ومجيئه شفيعا يوم القيامة )
هذا هو المثل الثاني. يعني الذين ينكرون اسم جماعة (أو: مسكن) القديسين ورب الأرواح. ( وهذا واضح مما تعرض له اﻹسلام من إنكار وجحود وإنكار لنبوته ﷺ ومسكن القديسين هو مكة التي أنكروا خروج نبيها قدوس القديسين منها ﷺ)
لا يصعدون إلى السماء ولا يمتلكون الأرض ذاك يكون نصيب الخطاة الذين أنكروا (أو: ينكرون) اسم رب الأرواح ( وفي هذا إشارة إلى نسخ الرسالات السابقة وذهاب مجد أصحابها بظهور اﻹسلام وانتشاره ) الذين يُحفظون هكذا ليوم التعب والضيق.
في ذلك اليوم، يجلس مختاري على عرش المجد ويتميّز أعمالهم. مساكنهم لا عدد لها، ونفوسهم تتجمّد فيهم، حين يرون مختاريّ . ( وفي هذا إشارة لانتشار اﻹسلام وفتحه للبلاد والعباد بدين الله ) والذين لجأوا إلى اسمي القدوس والمجيد.
في ذلك اليوم أقيم مختاري وسطهم. أحوّل السماء، أجعلها بركة ونوراً أبدياً.
أحوّل اليابسة وأجعلها بركة وأقيم عليها مختاريّ. ( وهذه إشارة أخرى بسيطرة اﻹسلام بالسماحة والسلام والعدل على جميع اﻷرض ونزول البركة فيها بوجوده ﷺ ورفع المسخ والخسف من أجله ) أما الذين يقترفون الخطيئة والجور فهم لا يطأونها.
فأنا بنفسي أُشبع أبراري سلاماً وأقيمهم في حضرتي، وبقربي الحكم على الخطاة لأزيلهم من على وجه الأرض.
وفي موضع آخر :
سألت عن ابن الانسان هذا، ( والمقصود به رسول الله الذي كان يكنى به آدم عليه السلام فكان ينادى بأبي محمد ) أحد الملائكة القديسين الذي كان يرافقني ويريني جميع الأسرار: “من هو هذا؟ ومن أين يأتي؟ ولماذا يرافق رأس الأيام ؟ ( وفي هذا إشارة إلى قوله ﷺ : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) وأشار بالسبابة والوسطى . )
فأجابني: “هو ابن الانسان. له البرّ. البرّ يقيم معه. وهو من يكشف كلَّ كنز الأسرار.( وفي هذا إشارة له ﷺ ولمقامه بصفة الشهادة على اﻷمم هو وأمته فقد كشف الله له كل أسرار اﻷمم قبله وذلك مبسوط في القرآن ) .
فهو من اختاره ربّ الأرواح ونال نصيبه نصراً أمام ربّ الأرواح، بحسب الحقّ، إلى الأبد.( وهذه إشارة لقوله ﷺ : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ولما ورد في سفر إشعياء : تنصب في بكة راية الله مع صاحبها وصاحبها مع الله ) .
وابن الانسان هذا الذي رأيته يقيم الملوك والمقتدرين عن مضاجعهم، والاقوياء عن مقاعدهم. يحلّ رباط الاقوياء
ويحطّم أسنان الخطأة.
يطرد الملوك عن عروشهم ومن مملكتهم، لأنهم لم يعظّموه ولم يمجدوه ولم يقرّوا من أين جاء ملْكهم.
يحطّ وجه الأقوياء، يملأهم خزياً، فتكون الظلمة مسكنهم، والدود مضجعهم، ولا أمل لهم بقيام، لأنهم لم يعظّموا اسم ربّ الأرواح .( وهنا إشارة إلى زوال ملك ملوك اﻷرض الذين دعاهم النبي إلى اﻹسلام فعاندوا وجحدوا وأنكروا نبوته ورسالته فزال على يديه ملكهم وورثت أمته عروشهم وبلادهم بفضل الله ونصره وقوته ) .
هم يدينون كواكب السماء، ويرفعون يدهم على العليّ، ويمشون على اليابسة وعليها يقيمون. كل عملهم يدلّ على العنف، وقوّتهم هي في ما يملكون. إيمانهم في آلهة صنعتها أيديهم. أنكروا اسم ربّ الأرواح
واضطهدوا جماعاتِه، والمؤمنين الذين ارتبطوا باسم ربّ الأرواح. ( وهذه إشارة لمحو الشرك والكفر وعبادة اﻷوثان ومعلوم أنه الماحي وذلك قوله ﷺ : ( وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ) .