ما هي العقبات التي تعترض سالك طريق الله عز وجل ؟

بقلم / الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه

مقولة للسيدة نفيسة الشريفة الحسيبة النسيبة ريحانة الله تعالى لأهل مصر والمحبين وطلاب العلم والزائرين سيدة أهل العلم والتصريف رضي الله تعالى عنها وأرضاها إستوقفني طويلا ويجب على كل طالب طريق الله عز وجل بل على كل مسلم يسعى لنجاته وفوزه في الآخرة أن ينتبه إليها جيدا .

وهي قولها لإبنة أخيها وخادمتها زينب إبنة أخيها يحى المكنى بالمتوج عليهما السلام عندما أشفقت عليها لضعف ونحول ومرض جسدها الطاهر على أثر كثرة صيامها وصلاتها وقيامها وتعبدها وبكاءها من خشية الله تعالى وشوقا إليه ..

فقالت لها إشفاقا عليها ” ألا ترفقين بنفسك يا عمتاه فقد رق جسدك الطاهر وضعف ونحل من كثرة صيامك وقيامك وتضرعكي إلى الله تعالى وبكائكي وقد كدتي أن تهلكي من كثرة وشدة العبادة .

فردت عليها رضي الله عنها قائلة ” كيف أرفق بنفسي يا زينب وأمامي عقبات لا يتخطاها إلا الفائزون ” ؟ .

هنا سؤال يطرح نفسه وهو : ما هي العقبات التي تعترض سالك طريق الله عز وجل  ؟

هذا أولا .

ثم ماذا يعني قول السيدة نفيسة أمامي عقبات وأي عقبات تلك التي تعترض السيدة الطاهرة الشريفة العابدة الزاهدة التقية النقية العفيفة عاشقة القرآن سليلة أهل بيت النبوة الأطهار ؟ .

” الإجابة ” بالنسبة للعامة هي : يعترض طريق أهل البدايات في سلوك طريق الله عز وجل ثلاث عقبات .

هي أولها ” النفس “ بما فيها من أهواء وغرائز وشهوات وما بها من الأمراض المبطونة فيها من الكبر والعجب ورؤية النفس والشعور بالأنا والحسد والبخل والحرص والطمع والأنانية والميل للشهوات والأهوال والغضب وشهوة الإنتقام وحب الدنيا وهو الآفة الكبرى . هذا عن العقبة الأولى بإيجاز وهي أخطر العقبات وأشدها ..

وسنفرد مقال بمشيئة الله عن كيفية تخطي هذا العقبة والتخلص من صفتها الأمارة بالسوء والسبيل إلى إرتقاءها إلى صفة النفس المطمئنة الراضية المرضية ..

ثم تأتي العقبة الثانية والتي تتمثل في عداوة الشيطان ومواجهة أدواته لهلاك الإنسان والتي منها ” تزيين الشهوات للنفس ومخاطبتها بما تهوى من الحظوظ والشهوات وتحريك الغرائز فيها . والتغرير والتخويف و الوسوسة والإيعاذ بالشر . هذا وسوف نفرد مقالا عن كيفية التوقي من الشيطان والنجاة من شروره وأدواته وكيفية تخطي هذه العقبة ..

ثم تأتي العقبة الثالثة وهي ‘ الدنيا ‘ .أي حب الدنيا وتعلق القلب بها وهي عقبة خطيرة مهلكة فهي كما نعلم دار الفتن ومحل الإبتلاء والصراعات وحبها هو الأصل في كل معصية . وسنفرد أيضا مقالا لمعرفة كيفية التوقي والسلامة من فتنها وغرورها .. عزيزي القارئ هذه هي العقبات الثلاث التي تعترض أهل البدايات في سلوك طريق الله تعالى ..

وهناك عقبات آخرى تعترض من تجاوز عقبات أهل البدايات . ماذا عنها وكيف تخطيها ؟ .

هذا ما سوف نتحدث عنه في المقالات التالية بمشيئة الله تعالى ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *