الثوم كمضاد للسرطان
13 سبتمبر، 2024
الطب النبوي والاعشاب
سلسلة الاعجاز الطبى في القرآن الكريم والسنة اعداد الاستاذ الدكتور عبد الحميد محمد صديق استشارى الجراحة العامة
ما هو السرطان :
عملية السرطنة أو الإصابة بمرض السرطان عملية معقدة تنشأ من خلال خطوات عديدة بعضها قابل للسيطرة (Reversible) وبعضها غير قابل لذلك (Irreversible) وهذه الخطوات تسفر عن تكون خلايا جديدة تتكاثر بأعداد كبيرة وهى ليست خلايا طبيعية وإنما خلايا خبيثة سرطانية عادة ما تنتشر من مكان الإصابة عبر تيار الدم أو السائل الليمفاوي المناطق أخرى.
ولا تستطيع تحديد سبب معين للسرطان، ولكن ما أوضحته الدراسات الحديثة أن نسبة كبيرة من السرطانات تصل الى حوالي (۸۰) ترتبط بعوامل بيئية يعد من أهمها نوعية الغذاء .. وقد وجد في نفس الوقت أن بعض نوعيات الأغذية يمكن أن توفر الوقاية ضد حدوث عملية السرطنة أو أنها يمكن أن توقف بعض خطواتها القابلة للارتجاع والسيطرة.
وأعراض الإصابة السرطانية تختلف إلى حد كبير باختلاف مكان الإصابة فقد تكون واضحة جلية تتمثل فى صورة ورم ظاهر. كما في حالة سرطان الثدي أو تكون الأعراض مبهمة مثل حدوث إسهال متكرر واختزال في الوزن كما في حالة سرطان الأمعاء.
الدور الهام للغذاء في عملية السرطنة :
وهذه بعض النتائج الهامة للدراسات حول العلاقة القوية بين الغذاء والإصابة بالسرطان:
ـ الغذاء يمكن أن يوفر المحركات (Agents) التي تبدأ عملية السرطنة.
ـ الغذاء يمكن أن يوقف تولد بعض المواد المسرطنة.
ـ الغذاء يمكن أن يحور المواد المسرطنة سواء بتنشيطها أو بإضعاف فاعليتها.
ـ الغذاء يمكن أن يزيد أو يبطئ من نقل المواد المسرطنة الى مناطق عملها.
ـ الغذاء يمكن أن يغير من قابلية الأنسجة للإصابة بالسرطان سواء بزيادتها أو نقصانها.
ـ الغذاء يمكن أن يغير من قدرة الجسم على التخلص من الخلايا الغريبة السرطانية سواء بالزيادة أو بالنقص.
كيف يمكن أن يساعد الثوم في وقف عملية السرطنة:
استخدم الثوم منذ زمن بعيد للوقاية والمعالجة من الإصابة السرطانية. وقد كشفت الدراسات الحديثة أن بعض مركبات الثوم الكبريتية والسيلينيوم تزيد من قدرة حيوانات التجارب على التصدي للكيماويات والإشعاعات المسببة للسرطان (عملية السرطنة ). كما وجد من الدراسات الإحصائية أن المجتمعات التي يتناول أفرادها كميات وفيرة من الخضروات والفواكه يوفر الوقاية بصفة خاصة ضد الإصابة بسرطان المعدة.
كيف يقاوم الثوم الإصابة بالسرطان :
أظهرت عدة دراسات هذه النتائج عن مفعول الثوم المضاد للسرطان تقديم الثوم يحفز على تنشيط كفاءة الجهاز المناعي وخاصة خلايا الالتهاب التي تقاوم الخلايا الغريبة وتلتهمها أو تدمرها وهي خلايا “ماكروفاج وليمفوسیت” (Macrophages & lymphocytes).
في وجود مركبات الكبريت الموجودة بالثوم (الأليسين) تتعطل عملية تمثيل المواد داخل الخلايا السرطانية مما يعوق نشاط ونمو وتكاثر هذه الخلايا.
التخلص من السموم المسرطنة بفص من الثوم :
إن مركبات الثوم العجيبة لها القدرة على تخليص الجسم من عدد كبير من السموم والمعادن الثقيلة التي نتعرض لها سواء من خلال الغذاء أو الهواء أو البيئة بشكل عام .. مثل المواد الكيماوية الخطرة التي تضاف للأغذية المجهزة والمذيبات الكيماوية (Solvents) ومن المعروف أن هذه الكيماويات تلعب دورا في تسبيب القابلية الزائدة للإصابة بالسرطانات.
كما أن مركبات الثوم تقاوم وتساعد في تخليص الجسم من المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والألومنيوم. وهذه المعادن الخطرة تؤدى لأضرار جسيمة بأجسامنا فقد اتضح أن هناك ارتباطاً بين زيادة الرصاص بالجسم (كالناتجة من تلوث الهواء بعوادم السيارات والإصابة بالتخلف العقلي عند الأطفال وربما تلعب هذه السموم دوراً في عملية الإصابة بالسرطان.
ومن النتائج المدهشة التي توصلت لها بعض الدراسات حول هذا الموضوع أن الثوم يستطيع اصطياد ما يعادل وزنه تقريباً من معدن الرصاص أو الزئبق. ومن هنا يستطيع الجسم التخلص من هذه المواد الخطرة ووقف فعاليتها.
وبنفس هذه القدرة تقريباً تستطيع مركبات الثوم تنظيف وتخليص الجسم من المواد المضافة للأغذية والمذيبات الكيماوية. كما ثبت أن مركبات الثوم من ناحية أخرى تقاوم الآثار السيئة للتعرض للإشعاع والتي من أبرزها الإصابة بالسرطان كما حدث في مدينة “هيروشيما” فى اليابان بسبب إلقاء القنبلة الذرية
وقد أكدت بعض الدراسات تلك الحقيقة ففي إحدى الدراسات قام الباحثون بتعريض نوع من خلايا الجهاز المناعي يسمى بالخلايا الليمفاوية (Lymphocytes) إلى جرعات من الإشعاعات فلاحظوا أن الخلايا هلكت وفقدت حيويتها بسرعة وعندما أعيدت نفس التجربة بعد إضافة خلاصة الثوم لنفس الخلايا لوحظ أنها استعادت حيويتها مرة أخرى.
ماذا قال المعهد القومي للسرطان عن الثوم :
في سنة ۱۹۹۱ ، أجري الباحثون بالمعهد القومي الأمريكي للسرطان دراسات مكثفة عن إمكانية توفير الوقاية ضد السرطان من خلال توفير نوعيات معينة من الأغنية فى الغذاء اليومي. وقاموا بدراسة مفعول عدد كبير من الأغذية ودراسة مركباتها الفعالة لتحقيق هذا الغرض.
وتوصلوا إلى مجموعة معينة من الأغذية التي تقاوم عملية السرطنة داخل الجسم بفضل احتوائها على مركبات واقية ضد السرطان وكان من أبرزهاالثوم والموالح ، وبذر الكتان أو الزيت الحار والعرقسوس والبقدونس ووجد الباحثون أن الثوم يعد أقوى هذه الأغذية في تأثيره المقاوم للإصابة بالسرطان.
كما أكدت بعض الدراسات الإحصائية تأثير الثوم المقاوم للسرطان. ففي إيطاليا على سبيل المثال، تنتشر الإصابة بسرطان المعدة في بعض المناطق بينما تقل في مناطق أخرى. وقام الباحثون أمام هذه الظاهرة بإجراء مقارنة دقيقة بين الأسلوب الغذائي والمعيشي بين سكان المنطقتين .
وتوصلوا إلى أن سكان المنطقة التي تنخفض فيها الإصابة بسرطان المعدة يتميز أهلها بتناول كميات وفيرة من زيت الزيتون والثوم والموالح والفواكه الطازجة والخضروات النيئة بالنسبة لسكان المنطقة الأخرى الذين تقل هذه الأغذية في غذائهم اليومي.
الجرعة المناسبة :
لتوفير الوقاية من السرطان أو للحد من خطورته ننصح بتناول الثوم بهذه الجرعات كحد أدنى الثوم النيئ مقدار ٤ جرامات (ما يعادل فص ثوم كبير) في اليوم.
كبسولات الثوم كبسولة ٣٠٠ جرام بمعدل ٣ مرات يومياً.
خلاصة الثوم : ٥ جرامات بمعدل ٣ مرات يومياً.