بمولد الحبيب ﷺ قد ولدت الرحمة
10 سبتمبر، 2024
قبس من أنوار النبوة
بقلم : الداعية الأزهري ومعلم القرآن الكريم الشيخ أحمد صقر
الحمد لله تعالى المنزه عن التشبيه والتمثيل والتجسيد وصلاة على نبينا سيد الأولين والاخرين ، وبعد
عندما اشتدت وطأة جهالة الجاهليه والمفاسد بانواعها من الخمر والميسر والربا والزنا بصوره المتعددة وقتل البنات واستحلال الحرام وطغيان القوي على الضعيف الا قليل من ذي المروءة واتجه الناس الى عباده الاوثان دون الله تعالى وسيطر الشيطان لعنه الله على قلوب اتباعه فعاشوا حياة الغاب فاعتادوا عليها وغار القوي على الضعيف واستسلموا لشهواتهم واستحلوا اموالهم ونسائهم واستعبدوهم فكشَّرت الرزيلة بانيابها وطلت الفتنه براسها وملكت حياة الناس وتعددت المعبودات ولم يبقى غير مروءة بعض رجال من العرب وتعظيم الكعبه وما دون ذلك حلال لهم فاستحلوا كل شيء تشتهيه نفوسهم او تبتغيه اهوائهم فضاعت الحقوق وانتهكت الحرمات وسقطت حقوق المراة ووضعت فعمت الابصار وحجب النور عن القلوب بعد ان غطاها صخور الكفر ورديم الجهل .
هنا ، احتاج العالم الى النور الذي يمحو ظلام الجاهلية احتاج العالم الى المرشد الذي يدل الناس لطريق الوصول احتاج العالم الى الهداية التي تفتح مغاليق القلوب احتاج العالم الى ما يرفع عن القلوب الحجب التي حجبت عن القلوب نور البصيرة والمعرفة التى تدلهم على الواجد الخالق المستحق وحده العبادة بجميع طرقها ، ومختلف انواعها احتاج العالم لمن يزيل عن افئده الناس الرين والغشاوة ويصد عنهم كيد الشيطان
لذا فقد من الله على البشرية سبحانه جل شأنه وعظم سلطانه ودام ملكه فأذِن للنور ان يسطع وبالظلام ان يضمحل وبالجاهلية ان تزول وبالعدل ان يعم وبالحقوق ان ترد لأهلها وينشر الخير في كل العالم ، وان تنعم الدنيا والعالمين بالرحمة فكان مولد النور ، شمس شموس الدنيا وبدر الجمال ، ومصدر العلم وحقيقه الحلم ، ونقطة ارتكاز ميزان العدل ، نور الأنوار وسر الجمال ، ومهبط الوحي
فهذا المولد الشريف العظيم الجليل بقدر ما يحمل من مجاميع الخير وبقدر ما يحمل من عظيم الوحي ، وبقدر ما يدل على الحق الله “جل جلاله” الذي بمولده كُبَّت الاصنام على مناخيرها (وجهها) وارتجف ايوان كسرا فسقط منه 14 اربع عشر شرفة منهم وانطفأت نيران فارس التي لم تنطفئ منذ 1000 سنه ، وجفت بحيره ساوه وخرج نور تلك الليلة حتى بلغ المشرق وبطل سحر السحرة ورميت الشياطين بالشهب وكأن الدنيا تحتفي وتحتفل وتفرح لمولده الشريف العظيم الذي حوَّل الدنيا قاطبة تحوُّلا لم يحدث من قبل ولما لا !!! ، ولو لم يكن هناك الا سببا واحدا يستحق كل هذه الفرحة وذلك الاحتفاء والاحتفال ، لكان ذلك هو السبب ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [ سورة الأنبياء: 107]
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
[ الأحزاب: 56]