بقلم الكاتب الشيخ : محمد امام توني تمام المجريسي.
مدير عام العلاقات العامة والإعلام إداره أبو تيج التعليمية سابقاً
الولاية محل فضل واصطفاء من الله سبحانه وتعالى، وهذا مما ذهب اليه كثير من المحققين وقال العلامة المحدث ابن حجر الهيثمي: الولاية غير مكتسبة كالنبوة فهي محض فضل من الله سبحانه وتعالى وكما ذكرنا من قبل .
أقوال السادة الصوفية فى حقيقة الأولياء :
وذكر ذلك في كتابه شرح الأربعين النووية وورد عن الإمام القطب سيدي أحمد بن عروس التيمي شيخ شاذلي والمدفون قرب جامعة الزيتون بتونس والمتوفي سنه ٨٦٨ هـ قال: نفحة من نفحات ربك خير من عمل الثقلين.
وفي كتاب المنن الولاية خاصة وعامة فالخاصة لا تنال بالعمل بل بالاختصاص الإلهي كالنبوة أما العامة قد تنال بالعمل قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولو سألني لأعطيئة وان استعاذ بي لأعيذنه .
وجاء في الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه قوم اقامهم الحق لخدمته وقوم اختصهم بمحبته.
ويقول ابن عجيبة رضي الله عنه : “الله اخفى اوليائه لطفا بخلقه”.
وتقول السيده رابعة العدوية:
احبك حبين حب الهوى وحبا لانك اهل لذاك
فاما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
واما الذي هو انت اهل له فكشفك الحجب لي حتى اراك
فلا في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ويجوز للولي ان يكون أمياً كسيدي معروف الكرخي رضي الله عنه وعنده من العلوم اللدنية ما تقصر عن ادراكه العقول.
الولي غير معصوم ولكن يمتاز عن الناس بالمعارف :
انما هو محفوظ حتى لا يصر على الذنوب ويكون في خوف ووجل من الله سبحانه وتعالى دائم سئل المحدث الامام الجنيد في ذلك فاطرق براسه ثم رفعها قائلا وكان امر الله قدرا مقدورا
وفي الحديث الصحيح عن الفرقه الناجيه بينها صلى الله عليه وسلم ان الفرقه الناجيه هم المتمسكين بالكتاب والسنه بيدي وباهل البيت وعترتهم باليد الأخرى . قال تعالى : “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ” سورة فصلت الايتين 30 ، 31 .
وقال صلي الله عليه وسلم: “من أحسن القول في أبو بكر فقد أقام الدين، ومن أحسن القول في عمر فقد وضح السبيل، ومن احسن القول في عثمان فقد استضاء بنور الله تعالي، ومن احسن القول في علي فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها”.
الأولياء وظهور الكرامة :
فالأولياء يخافون من ظهور الكرامات أن يكون ذلك من باب الإستدراج لهم
قال صلى الله عليه وسلم : “خصلتان ليس فوقهما من الخير شيء حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله “.
والكرامه قد تكون لتقوية صاحبها وتثبيتا لليقين في قلوبهم ويمتعها عن الأولين لما فيهم من الرسوخ في اليقين والقوه والتمكين، ورد في الأثر أن تقوى الله تفتح أبواب العلم والمعرفه الكرامه ليست شرطا في صحة الإمامة بل الشرط اللازم والأهم هو إتباع الكتاب والسنة باخلاص.
وسمعت الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر يقول: “اربع توصل العبد إلى حب الله
١ – إخلاص العمل.
٢- حب العلم.
3 ـ صدق الورع.
٤- حسن الظن.
وللوصول إلى هؤلاء الأربع لابد من شيخ ناصح أو صديق صالح، والإستقامة خير من ألف كرامه، والأولياء يختفون ويستحيون من كراماتهم، ولكن قد يظهرها الله سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها
وكان شيخنا العارف بالله سيدي عمران احمد عمران السيوطي طلب منه أحد الأحباب ان يحدثهم عن كراماته فأقسم ألا يتحدث في هذا الأمر حتى يلقى الله تعالى.