الثوم والوقابة من الجلطات الدكتور عبد الحميد محمد صديق
11 أغسطس، 2024
الطب النبوي والاعشاب
سلسلة الاعجاز الطبى في القرآن الكريم والسنة اعداد الاستاذ الدكتور عبد الحميد محمد صديق استشارى الجراحة العامة
ما هي الجلطة ؟
نسمع أحيانا عن شخص ما مات فجأة وكان تشخيص الأطباء حدوث جلطة بالقلب أو المخ إن الجلطة عبارة عن حدوث تجمع لبعض خلايا الدم الصفائح الدموية يحدث هذا في ظروف معينة تتميز بزيادة قابلية الدم للتجلط ويؤدى حدوث هذا التجمع أو هذه الكتلة الدموية الى إعاقة تدفق الدم عبر الشريان، وكل ما يحدث بعد ذلك من مضاعفات يتوقف على مكان وحجم الجلطة ومدى أهمية هذا الشريان الذي أصابته الجلطة وعرقلت تدفق الدم خلاله إلى العضو الذي يقوم بتغذيته.
فقد يكون الأمر هيناً بسيطاً في حالة حدوث الجلطة بشريان محدود الأهمية لكنه يكون غير ذلك فى حالة إصابة شريان له أهمية كبيرة مثل إصابة أحد الشرايين التاجية الرئيسية المغذية لعضلة القلب ففي هذه الحالة تكون هناك خطورة بالغة قد تصل الى حد فقد الحياة خلال فترة وجيزة.
وتعد مشكلة تصلب الشرايين والتي يؤدى لها ارتفاع مستوى الكوليسترول إحدى العوامل المساعدة على حدوث الجلطة لأن جدار الشريان في هذه الحالة يكون خشناً ومجراه ضيقاً وبالتالي تزيد فرصة حدوث التصاق لبعض خلايا الدم بهذا الجدار الخشن وتزيد كذلك فرصة انقطاع تدفق الدم خلاله. ولذا فإن مرضى القلب المصابين بقصور الشرايين التاجية من المعرضين لحدوث جلطات دموية. وكذلك المرضى بتصلب شرايين المخ. وعليهم أن يتخذوا الاحتياطات الطبية اللازمة بمعرفة الطبيب للمحافظة على سيولة الدم وتقليل فرصة حدوث جلطات تهدد حياتهم بالخطر.
وعملية التجلط عملية معقدة نوعا ما ويشارك في حدوثها مواد مختلفة. ونحن نحتاج لعملية التجلط، فلولاها لظلت جراحنا تنزف حتى نهلك ولكن في نفس الوقت نحن نحتاج لتوفير الوقاية من حدوث هذه الجلطات داخل أجسامنا بالمحافظة على سيولة وتدفق الدم وهذه الخدمة الجليلة يؤديها لنا هذا النبات العجيب الثوم.
كيف يحافظ الثوم على سيولة الدم :
إن الثوم “يضبط عملية التجلط فهو لا يمنعها من الحدوث لكنه في نفس الوقت يحفظ للدم سيولته ويقاوم حدوث زيادة في قابليته للتجلط.
فمن الناحية العلمية وجد أن الثوم يضبط أو يحدد مستوى مادة تسمى فيبرينوجين Fibrinogen وهى مادة ضرورية لحدوث التجلط
وبالتالي فإن زيادتها يعد خطراً. كما يقلل أيضا من مفعول مادة أخرى مساعدة على التجلط تسمى ترومبوكسين Thromboxane وفى نفس الوقت فإن الثوم لا يؤثر على مادة أخرى ضرورية لسيولة الدم تسمى بروستاسيكلين Prostacyclin وبذلك فإن تقديم الثوم يقلل من سرعة تجلط الدم ويحفظ للدم سيولته
قوة تأثير الثوم في إبطاء عملية التجلط :
عرفنا أن مفعول الثوم الخافض للكوليسترول يستغرق وقتاً طويلاً نسبياً يبلغ بضعة شهور لكن تأثير الثوم على عملية التجلط يكون سريعاً، فلا يستغرق ذلك إلا بضع ساعات.
الثوم والصفائح الدموية:
قلنا إن الجلطة تحدث بسبب تجمع وتراكم والتصاق خلايا الدم المسماة بالصفائح الدموية والتي تبدأ في إفراز مواد مختلفة مسببة لتماسك هذه الجلطة. وكلما زادت قابلية الصفائح الدموية للتراكم والالتصاق ببعضها زادت بالتالي لزوجة الدم وقد وجد الباحثون أن هذه القابلية تزيد في حالات تصلب الشرايين كما أثبتوا بالتجربة أن هناك انخفاضاً بقدرة الصفائح الدموية على التراكم والالتصاق بعد ساعة واحدة منذ تناول الثوم ويستمر هذا التأثير لمدة ثلاث إلى أربع ساعات.