سلسلة أولياء مصر المحروسة العارف بالله تعالى الشيخ يوسف الحجاجى
9 أغسطس، 2024
أولياء أمة محمد, منوعات
حرصاً من مجلة روح الإسلام على تتبع سير أولياء مصر فهم أصل الشعب المصرى نستكمل سير الصالحين وسيرتنا فى هذا المقال مع سيدى العارف بالله تعالى الشيخ يوسف أبو الحجاج الأقصري الشهير بيوسف الحجاجى
نسبه:
هو سيدى يوسف بن أحمد بن يونس وينتهي نسبه إلي العارف بالله تعالى سيدي أبو الحجاج الأقصري الممتد نسبه الى سيدى عبد القادر الجيلانى الممتد نسبه الى مولانا الحسن بن على بن ابى طالب زوج فاطمة الزهراء بنت النبى صلى الله عليه وسلم. ولد رضى الله عنه بالأقصر في شهر رجب من عام ١٢٥٨هـ ـ ١٨٤٢ م
حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره ثم بعد ذلك أشتغل بقراءة المتون ودراستها فحفظ أغلب المتون في علوم الشريعة و اللغة العربية.
إنتقل بعد ذلك إلي القاهرة للدراسة فى الأزهر الشريف، فجاور الأزهر وتفقه على مذهب الإمام الشافعي، وبرع فى علوم الفلك والحساب.
شيوخه:
تتلمذ رضى الله عنه على يد اكبر مشايخ الازهر الشريف فى وقته ومنهم: الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي، والشيخ محمد الأنبابي شيخ الأزهر، والشيخ محمد الأشموني، والشيخ إبراهيم السقا خطيب الجامع الأزهر.
وكان مولانا السيد يوسف رحمه الله تعالى طيلة إقامته في القاهرة يجمع بين تحصيل العلم والإشتغال بالتجارة في المنسوجات والأقمشة، والتى درَّت عليه ثروة طائلة انفق منها الكثير على الفقراء والمساكين وعلى هيئة صلات لاصحابه ولاقاربه.
سلوكه طريق التصوف:
ثم رجع شيخنا رضى الله عنه إلي صعيد مصر، فسلك التصوف على الطريقة الخلوتية على يد الشيخ العارف بالله أبي المعارف أحمد بن شرقاوي والذى قال فيه: “قوي العزم في الجَد والابتهال حميد السيرة جميل الطوية والسريرة رطب اللسان بذكر الله تعالى”يصف بذلك تلميذه سيدى يوسف ابو الحجاج رضى الله عنهما.
وبعد وفاة شيخه أحمد بن شرقاوي فى عام ١٣١٦ هـ ـ ١٨٩٨م صار شيخنا يوسف الاقصرى شيخاً للطريقة الخلوتيه في جنوب الصعيد، وتخرَّج على يديه العديد من المريدين الذين سلكوا نهجه في الطريق والتصوف.
زواجه وذريته:
تزوج وانجب أولاداً هم السيد محمد أبو الحجاج المتوفى سنة ١٩٤٨ ، والسيد الحسين المتوفى ١٩٥٢ ، والسيد أحمد النجم المتوفى١٩٨٦ ، وكلهم تعلموا في الأزهر الشريف.
استقرار السيد يوسف بالأقصر :
استقر السيد يوسف الحجاجي بالأقصر في ساحته التى كانت تقع على ربوة مرتفعة فوق معبد الأقصر، وكانت تعرف “بالساحة الحجاجية” ومنها بدأ الشيخ ينشر الطريقة الخلوتية في جنوب الصعيد، فقصده القريب والبعيد والقاصى والدانى، وأصبحت هذه ساحته مدرسة من مدارس التصوف الإسلامي في جنوب الصعيد، ومركزاً من مراكز الثقافة والأدب خلال القرن التاسع عشر الميلادي ومن آثار شيخنا العلمية المعمول بها حتى الآن في الأقصر وضواحيها “التقويم العربي لأوقات الصلاة وإمساكية الصيام”، وأخذ السيد يوسف في وضع التقويم اثنا عشر عاماً، وكان معروفاً عن السيد يوسف الحجاجى أنه عالمٌ في الفلك والرياضيات. ولقد أثنى مولانا الأستاذ الدكتور “أحمد طه ريان” رحمه الله شيخ المالكية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على التقويم وقال: “أصح تقويم يعمل به تقويم الأقصر الذي وضعه السيد يوسف الحجاجي”.
إنتقاله إلى جوار ربه :
إنتقل رضي الله عنه فى يوم 26 من شهر شوال ١٣٣٣هـ ـ ٥ سبتمبر ١٩١٥ ، وكان يبلغ من العمر 75 عاماً قضاها في الدعوة إلي الله عز وجل وخدمة الدين والمجتمع. ودفن رضي الله عنه بالكرنك ثم بُنِيَ له ضريح وعليه قبة، وقد شيد عائلة العماري بالكرنك مسجداً يحمل إسمه تبركاً به، وما زال هذا المسجد العتيق عامراً مشهوراً وضريحه مقصوداً بالزيارة من مختلف أبناء مصر المحروسة.
بقلم الشيخ : محمد أحمد عبيد الأزهرى المالكي
إمام وخطيب ومدرس مسجد السيد يوسف الحجاجي بالأقصر