أقطاب الصوفية وعلم التوحيد
25 أبريل، 2023
شبهات حول قضايا التصوف
بقلم الشيخ : عبد الفتاح أحمد
قال الإمام الجنيد :
إن أول ما يحتاج إليه من عقد الحكمة تعريف المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان أحدثه، وكيف كان أوله،وكيف أحدث بعد موته، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، فيعرف المربوب ربه، والمصنوع صانعه، والعبد الضعيف سيده، فيعبده ويوحده، ويعظمه ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته، فإن لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه، ولم يضف الخلق في تدبير إلى وليّه، والتوحيد علمك وإقرارك بالله فردٌ في أوليته وأزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله، وأفعاله التي أخلصها لنفسه: أن يعلم أن ليس شيء يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع ولا يسقم ولا يبرى، ولا يرفع ولا يضع، ولا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي، ولا يسكن ولا يحرك غيره جل جلاله
وقال رضي الله إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته بأنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد بنفي الأضداد والأنداد والأشباه وما عُبد من دونه، بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل، إلهًا واحدًا صمدًا فردًا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
وقال أبوبكرالزاهد عن المعرفةهي إسم معناه وجودتعظيم في القلب يمنعك من التعطيل والتشبيه
قال الحسين بن منصور:
( ألزم الكل الحدث لأن القدم له . فالذى بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه . و الذى بالأداة اجتماعه . فقواها تمسكه . و الذى يؤلفه وقت يفرقه وقت .
و الذى يقيمه غيره فالضرورة تمسه . و الذى الوهم يظفر به فالتصوير يرتقى إليه . و من آواه محل أدركه أين . و من كان له جنس طالبه مكيّف .
إنه سبحانه لا يظله فوق . و لا يقله تحت . و لا يقابله حد . و لا يزاحمه عند . و لا يأخذه خلف .
و لا يحده أمام . و لم يظهه قبل و يفنه بعد . و لم يجمعه كل و لم يوجده كان . و لم يفقده ليس .
وصفه : لا صفة له . و فعله : لا عله له . و كونه : لا أمد له . تنزه عن أحوال خلقه . ليس له من خلقه مزاج . و لا فى فعله علاج . باينهم بقدمه . كما باينوه بحدوثهم .
إن قلت : متى فقد سبق الوجود كونه . و إن قلت : هو فالهاء و الواو خلقه . و إن قلت : أين فقد تقدم المكان وجوده .
فالحروف آياته ووجوده إثباته و معرفته توحيده وتوحيده تمييزه من خلقه .
ما تصور فى الأوهام فهو بخلافه . كيف يحل به ما منه بدأه ؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه ؟
لا تماقله العيون . و لا تقابله الظنون . قربه كرامته . و بعده إهانته . علوّه من توقل . و مجيئه من غير تنقل .
هو : الأول و الآخر و الظاهر و الباطن . القريب البعيد الذى ليس كمثله شىء و هو السميع البصير . )
وقال محمدبن المحبوب خادم الشيخ أبي عتمان المغربي قال لي سيدي يامحمدلوقال لك أحدأين معبودك ؟إيش تقول؟قال قلت:أقول حيث لم يزل،قال الشيخ فإن قال أين كان في الأزل؟أيش تقول؟قال قلت:أقول حيث هو الآن يعني أنه كما كان لامكان فهوالآن كماكان وارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه