دَخَلَ المَسلِمُونَ في يومِ العيِّدِ , ليُهَنِّئوا أميِّرَ المؤمنينَ الخليفة عُمرَ بنَ عبدِالعَزيز فلمَّا انصرَفَ الرِّجالُ ودخلَ الغِلمَانُ‘ كانَ مِنْ بينهم إبنَهُ وهُوَ يلبِسُ ثياباً رثَّةً ( قديمةً)وأبناءُ الرَّعيةِ يلبِسونَ الثِّيابَ الجديدةَ الجميلةَ‘ فبكَى عمَرُ بنُ عبدِالعزيز .
فتقدَّمَ إليهِ هذا الابنُ المُبارك فقالَ لهُ : يَا أبَتَاهُ مَا الَّذِي أحزَنكَ وأبكَاكَ ؟
قالَ لا شيءَ يابُنيّ ‘ سِوى أنِّي خشيتُ أنْ ينْكسِّرَ قلبُك وأنتَ بينَ أبناءِ الرَّعيَّةِ بتلكَ الثِّيابِ البَاليةِ القَديمةِ وهُم يَلبِسونَ الثِّيابَ الجَديدة .
فقَالَ الغُلامُ لأَبيهِ يا أبتَاه إنَّمَا ينكسِرُ قلْبُ منْ عَرفَ اللهَ فعصَاهُ ‘ فكل يوم تتقرب به إلى الله فهو يوم فرحٍ وعيِّد !
فليسَ العيِّدُ فقَط لِمَن لَبِسَ الجَديد ُ‘إنَّمَا العيدُ لِمَن عَمِلَ المَزيدَ وأطَاعَ الإله المَجِيِّد ونجَا من العذَابِ يومَ الوَعيِّدِ([1]) .
([1])كتاب الروض الفائق في المواعظ والرقائق لشعيب بن سعد الحريفيش .