من لا مجاهدة له لا مشاهدة له
2 يوليو، 2025
منهج الصوفية

بقلم الشيخ : صبري الشحات إبراهيم
خويدم الجناب الأعظم والمقام الأفخم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
أي سادة عليكم بدوام المجاهدة والمكابدة، وذبح النفوس بسيف المخالفة، فمن لا مجاهدة له لامشاهدة له، والمجاهدة على أربعة أركان وأصول، وهي: التقليل من الطعام والكلام والمنام والأنام،
ويقابلها التكثير من أربع: الصيام والذكر والقيام والخلوة، وهذه أركان وأصول المجاهدة التي لابد للمريد أن يداوم عليها -أي مجاهدة النفس- يقول الله -تبارك وتعالى- “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”
وهذه أركان المجاهده
أربعة فحقق تشاهده
ولذا يقول القوم -قدس الله أسرارهم وعظم فينا أنوارهم- “جاهد تشاهد”
كما عليكم -أهل الطريق– بدوام تطهير قلوبكم، التي هي محل نظر ربكم -سبحانه- وهي النقطة الأولى لكل مريد صادق، وتطهير القلب أي تخليته ثم تحليته، تخلي من كل قبيح، وتحلي بكل صحيح، تخلي عن الرذائل، وتحلي بالفضائل، تخلي من الأمراض الباطنة من حسد وحقد وبغض ونفاق ورياء وغير ذلك من الأمراض، وتحلي بأكمل الأوصاف من حب وحسن ظن وتواضع وغير ذلك، فإذا فعلتم ذلك -أي التخلي والتحلي- يحدث التجلي على قلوبكم؛ فتستنير، وينعكس ذلك النور من الباطن على الظاهر، من القلب على الوجه، فإذا رآكم أحد ذكر الله -تعالى-
ولذا قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- “خير عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله”
ونحن نريد أن نكون كذلك، وإذا غلبتكم أنفسكم وشهواتكم؛ فعليكم بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فبها تحسن الأخلاق، وتيسر الأرزاق، وتنور القلوب والأبصار، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب، وتكفى الهموم، وتفرج الكروب، وتقضى الحوائج، وتنال الرغائب وحسن الخواتيم، وبها الفوز والنجاة، ومعرفة طريق الجنة واجتباز الصراط، ويحدث بالدوام عليها النقلة من ديوان الأشقياء إلى ديوان السعداء.
يقول سيدي صالح الجعفري -رضي الله عنه-
فإﻥْ ﺿَﺎﻗَﺖْ ﺑِﻚَ ﺍﻷﺣْوَﺍﻝُ ﻳَﻮْﻣﺎً
فبالأﺳْﺤَﺎﺭِ ﺻَﻞِّ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻳُﺼَﻠِّﻲ ﺍﻟﻠﻪُ ﺭَﺏُّ ﺍﻟﻌَﺮْﺵِ ﻋَﺸْﺮﺍً
ﻋَﻠَﻰ ﻋَﺒْﺪٍ ﻳُﺼَﻠِّﻰ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻭَﻓﻲ ﻣِﺎﺋﺔٍ ﻳُﺼَﻠِّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﺃﻟْﻔﺎً
ﻓَﻌَﺠِّﻞْ ﺑِﺎﻟﺼَّﻼﺓِ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻭﻻ ﺗَﺘْﺮُﻙْ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻳَﻮْﻣﺎً
ﻓَﻤَﺎ ﺃﺣْﻠَﻰ ﺍﻟﺼَّﻼﺓ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﺷِﻔَﺎﺀٌ ﻟِﻠﻘُﻠُﻮﺏِ ﻟَﻬَﺎ ﺿِﻴَﺎﺀٌ
ﻭَﻧُﻮﺭٌ ﻣُﺴْﺘَﻤَﺪٌ ﻣِﻦْ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﺑِﻬَﺎ ﻳُﺴْﺮٌ ﻭ ﺗَﻔْﺮِﻳﺞٌ ﻟِﻜَﺮْﺏٍ
ﻟِﻤَﻦْ ﺃﻫْﺪَﻯ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﺑِﻬَﺎ ﺍﻷﺳَﺮَﺍﺭُ ﻭ ﺍﻷﻧْﻮﺍﺭُ ﺗَﺘْﺮَﻯ
ﺗَﻨَﻮَّﺭْ ﺑِﺎﻟﺼَّﻼﺓِ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻭَ ﺃﻓْﻀَﻠُﻬَﺎ ﺇﺫﺍ ﻣَﺎ ﻛُﻨْﺖَ ﻳَﻮْﻣﺎً
ﺑِﺮَﻭْﺿَﺘِﻪِ ﺗُﺼَﻠِّﻲ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﺗُﺼَﻠِّﻲ ﺑِﺎﺷْﺘِﻴَﺎﻕٍ ﻓﻲ ﻣَﻘَﺎﻡٍ
ﻋَﻈِﻴﻢِ ﺍﻟﺸَﺄﻥِ ﻳَﺴْﻤَﻌُﻬَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻭَﻻﺡَ ﺍﻟﻨُّﻮﺭُ ﺗُﺒْﺼِﺮُﻩُ ﻣُﻀِﻴﺌﺎً
ﻭَﻓَﺎﺡَ ﺍﻟﻄِّﻴﺐُ ﻣِﺴْﻜﺎً ﻣِﻦْ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻭَﺗِﻠﻚَ ﻣَﺰِﻳﺔ ﺣَﺼَﻠَﺖْ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ
ﺗَﺮﺍﻫُﻢْ ﻧَﺎﻇِﺮِﻳﻦَ ﺇﻟﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻭَﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﻧَﺤْﻮَﻩُ ﻭَ ﻟَﻬُﻢْ ﺳَﻼﻡٌ
ﻓَﺮَﺩَّ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﻃَﻪَ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
ﻓَﻴَﺎ ﺳَﻌْﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗَﺪْ ﺟَﺎﺀَ ﻳَﻮْﻣﺎً
ﻭَﻗَﺪْ ﺃﻫْﺪَﻯ ﺍﻟﺴَّﻼﻡَ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﺗَﻘِﻲٌ ﺑَﻞْ ﺳَﻌِﻴﺪٌ ﻣُﺴْﺘَﺠَﺎﺏٌ
ﻭَ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟﺤَﺸْﺮِ ﺷَﺎﻓِﻌُﻪُ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻛَﻼﻣِﻲ ﻟﻠَّﺬﻱ ﻗَﺪْ ﺯَﺍﺭَ ﻳَﻮْﻣﺎً
ﺣَﺒِﻴﺐَ ﺍﻟﻠﻪ ﻫَﺎﺩِﻳﻨَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻓَﺬﺍﻙَ ﻟَﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻷﺫﻭَﺍﻕِ ﺳِﺮٌّ
ﺇﺫﺍ ﺑِﺎﻟﺤُﺐِّ ﺟَﺎﺀَ ﺇﻟَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻓَﻜَﺄﺱُ ﺍﻟﺤُﺐِّ ﻳُﺴْﻘَﺎﻫَﺎ ﻣُﺤِﺐٌّ
ﺑِﺠَﻮْﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﺻَﻠَّﻰ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻭَ ﻋَﻨْﺪَ ﺍﻟﻤُﺼْﻄَﻔَﻰ ﻇَﻬَﺮَﺕْ ﻣَﺰَﺍﻳَﺎ
ﻷﺭْﺑَﺎﺏِ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻓَﻴَﺎ ﻣَﻦْ ﻋِﻨْﺪَﻩُ ﺳِﺮٌّ ﺗَﺒَﺪَﻯ
ﻣِﻦَ ﺍﻟﻤُﺨْﺘَﺎﺭِ ﺳَﻴِّﺪِﻧَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﺗَﻌَﻠَّﻢْ ﺣِﻔْﻆَ ﺳِﺮَّﻙَ ﻳَﺎ ﺃﺧَﺎﻧَﺎ
ﻭَﻻ ﺗَﻨْﺲَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﺇﺫﺍ ﻣَﺎ ﺷِﺌْﺖَ ﺃﻥْ ﺗَﺤْﻈَﻰ ﻗَﺮِﻳﺒﺎً
ﺑِﻔَﺘْﺢِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺻَﻞِّ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪْ
ﻭَ ﺗَﻔْﺴِﻴﺮٌ ﻭَ ﻋِﻠْﻢٌ ﺫﻭ ﻣَﻌَﺎﻧِﻲ
ﻟِﻤَﻦْ ﺫﻛَﺮُﻭﺍ ﺍﻟﺼَّﻼﺓ ﻋَﻠَﻰ ﻣُﺤَﻤَّﺪ
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله عدد كمالك وكما يليق بكماله.