رفعة أهل القرآن ومكانتهم في الدنيا والآخرة

بقلم الشيخ : السيد امام الدمرداش

الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدى، والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين.

لا شك أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، كما ورد في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: “إن لله أهلين من الناس”. قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: “هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته” (رواه الإمام أحمد وابن ماجه ).

فضل أهل القرآن

القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. ومن تشرف بحفظه أو تعلمه أو تعليمه فقد نال شرفًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا، فقد قال رسول الله ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري).

فهذه الخيرية ليست خيرية في العبادة فقط، بل تشمل الخيرية في السلوك والخلق والعطاء، لأن القرآن يهذب النفس، ويقوّم السلوك، ويزكي القلب.

رفعتهم في الدنيا

أهل القرآن يرفعهم الله في الدنيا بالعلم، وبالمكانة بين الناس، وبالقبول في الأرض.
قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أمير مكة خير شاهد، إذ قال: “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين” (رواه مسلم).

وقد قدم النبي ﷺ حامل القرآن في كل شيء؛ في الإمامة، وفي القبر، وفي المشورة، تقديرًا لمكانة القرآن وحامليه.

مكانتهم في الآخرة

أما في الآخرة، فإن القرآن يكون شفيعًا لأهله، كما قال النبي ﷺ:
“اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” (رواه مسلم).
ويقال لحافظ القرآن يوم القيامة: “اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها” (رواه الترمذي وأبو داود).
فما أعظمها من كرامة! وما أرفعها من منزلة!

صفات أهل القرآن

ليس كل من حفظ القرآن صار من أهله، بل لا بد أن يتحلى بصفاتهم:

* الخشية: يخشون الله في السر والعلن.
* العمل بالقرآن: يطبقون أوامره ويتجنبون نواهيه.
* التواضع: لا يتكبرون بعلمهم، بل يزيدهم القرآن تواضعًا.

*  الصدق والإخلاص: لا يطلبون بالقرآن دنيا، بل يبتغون وجه الله.

وختاماً

أهل القرآن هم صفوة الخلق، بهم تحفظ الشريعة، وتنتشر الرحمة، وتعلو الأمة. فطوبى لمن جعل القرآن رفيقه في الدنيا، فإنه سيكون قائده إلى الجنة في الآخرة.

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يرفعنا بالقرآن، ولا يضعنا به، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.