معجزات الإسلام الكونية الباقية (التنمية المستدامة)
24 مايو، 2025
الإسلام وبناء الحضارة

بقلم الدكتور : حاتم عبدالمنعم احمد استاذ علم الاجتماع البيئى كلیة البییة جامعة عین شمس
بسم ﷲ الرحمن الرحیم المقال الثالث من سلسلة معجزات الإسلام الكونية الباقية ومقالنا الیوم عن التنمية المستدامة
التنمیة ھدف قدیم في حیاة البشریة فمنذ أن بدأت الحیاة ، والإنسان یحاول أن یحسن من مستوى معیشته ویسعى لحیاة افضل من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة على الأرض ، واستمرت علاقة الانسان مع الطبیعة فى توافق لحد كبیر.
إلى أن جاءت الثورة الصناعیة وكانت نقطة تحاول للأسف سلبیة في علاقة الإنسان بالبیئة والتنمیة ؛ لأنه باختصار التنمیة التي أدت إلیھا الثورة الصناعیة ھي تسعى إلى تحقیق أكبر مكسب مادى وسریع بغض النظر عن أي سلبیات ، أو تداعیات ، أو مشكلات.
ومن ھنا بدأت مشكلات تلوث البیئة وتغییرات المناخ وتھدید حق الإنسان في الحیاة. ولذلك بدأ كثیر من العلماء والخبراء یحذرون من أسلوب التنمیة ، ألمرتبط بالثورة الصناعیة
ثم جاء عام١٩٨٧ وكانت وثیقة مستقبلنا المشترك تقریر الأمم المتحدة أو لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالبیئة. أول من تحدثت ھي عن التنمیة المستدامة ، وھي باختصار إشباع الاحتیاجات الضروریة للأجیال الحالیة دون الإخلال باحتیاجات الضروریة للأجیال القادمة. إن مفھوم التنمیة یضع في اعتبار الأجیال الحالیة والقادمة معا
وعندما ننظر إلى الشريعة الإسلامية نجد أنها تحدثت بوضوح و كانت سباقة فى الحدیث عن التنمیة المستدامةمن خلال النصوص
فھناك أحادیث واضحة وصریحة للرسول عليه الصلاة والسلام یقول رسول ﷲ : أحب الأعمال إلى ﷲأدومھا وإن قل رواه مسلم والبخاري
وھذا حدیث واضح لكل أبعاد التنمیة المستدامة ، لان الحدیث یشمل كل نواحي الحیاة فخیر العبادة ادومھا وأن قل وخیر المكسب ادومه وأن قل وخیر الریاضة ادومھا وأن قل وھكذا فى كافة مجالات الحیاة لأنھا فلسفة حیاة فى كافة المجالات العبادة الاقتصاد المجتمع فى كافة نواحي الحیاة
وھناك حدیث آخر قال رسول ﷲ علیه الصلاة والسلام اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جاریة أو علم ینتفع به أو ولد صالح یدعو له
ھنا الاستدامة ممتدة للانسان حتى بعد وفاته ودعوة واضحة لأھمیة ومكانة عمل الخیر المتواصل وھناك حدیث ثالث للرسول عليه الصلاة والسلام یقول ما معناه
جاء رجل إلى رسول ﷲ علیه الصلاة والسلام یسأله الصدقة فأمره بأن یأت بما عنده في بیته، فجاء بحصیر وإناء، فقال النبي (ﷺ) : من یشتري ھذا فأشتراه رجلاً بدینارین فقال الرسول (ﷺ) لطالب الصدقة خذ دینار تشتري به طعامًا ودینار تشتري به قدومًا لتحتطب ولا أراك إلا بعد أسبوعین، ثم جاء الرجل بعد أسبوعین وقد ظھرت علیه النعمة فقال له الرسول ماذا فعلت فقال الرجل: ذھبت فاحتطبت ثم بعت ما جمعته وتأجرت حتى أغناني ﷲ من فضله” رواه الطبراني في الكبیر والأوسط والحاكم في مستدركھ وأصحاب السنن.
صدقت یارسولنا الكریم علیك الف صلاة وسلاما ویالیت قومى یتعلمون ویعملون للمستقبل والحیاة الأخرى ولیوم الحساب وﷲ ولي التوفیق .