خصوصية النبى وفضله عطاء إلهى لا يتغير مع تغير الزمان

بقلم المحب لدينه ووطنه: د. مختار البغدادى

يا من رامَ الحياد عن نور الوحي، وغاص في لجج التشكيك والتأويل القاصر، أما آن لقلبك أن يخشع؟ أما آن لروحك أن تنقاد لكلام الله وكلام رسوله بلا تحريف ولا تقصير؟

إن قول الله عز وجل: (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون) [التوبة: 59]
كلمةٌ أنزلها رب العزة في محكم كتابه، لا ريب فيها ولا زيغ، يجتمع فيها ذكر الله وذكر رسوله، ويجتمع فيها الرجاء في فضل الله وفضل رسوله، ولا عجب؛ فإن عطاء الرسول إنما هو من عطاء الله، وإرادة الرسول لا تنفك عن إرادة ربه، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

فمن ذا الذي يجرؤ على الاعتراض على هذا النسق القرآني الرباني، بحجة تعظيم التوحيد؟! وهل التوحيد يُنال بانتقاص الرسول الذي جعله الله باب التوحيد ومظهر الرحمة وسبيل النجاة؟!

يا من تزعم الغيرة على العقيدة، إن كنتَ حقًا من الموحدين، فاعلم أن الله قد شرّف نبيّه بأن جعله محل الرجاء، وموضع الفضل، وأمرنا أن نقول: “سيؤتينا الله من فضله ورسوله”، فما ضرك أن تقولها خاشعًا؟ أضاق صدرك بكلام ربك، أم أنك ظننت ظن السوء؟!

إنها لعقيدة الجاحدين، أن يُفرقوا بين الله ورسوله، أو يظنوا أن ذكر النبي في مقام الفضل شرك، مع أن الله قد رفع ذكره فقال: “ورفعنا لك ذكرك”، وقال: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”.

فمن تعلّق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوسّل بجاهه، وسأل الله بفضله وفضل نبيه، ما فعل إلا ما أمره الله به، وما قال إلا ما قاله أهل الإيمان في القرآن.
فيا من انتقصت من هذا الدعاء النوراني، تراجع، وتب إلى ربك، وكن من أهل الفقه والبصيرة، لا ممن أعماه التعصب وأسره سوء الظن.

فالقرآن لا يُنتقَص، ومن انتقص ما فيه فقد انتقص الوحي، ومن انتقص النبي فقد جهل مقام النبوة، ومن جهل مقام النبوة لا يُؤمَن على دين ولا عقل.

فاعتبروا يأولى الأبصار

اترك تعليقاً