سلسلة الاعجاز الطبى في القرآن والسنة اعداد الاستاذ الدكتور :عبد الحميد محمد صديق ( استشارى الجراحة العامة )
إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أعطى أهمية خاصة للتمر فى غذاء المؤمن خصوصاً في شهر رمضان الكريم. والله تبارك وتعالى قد كرر ذكر النخيل في كتابه المجيد كثيراً، وجعله طعام أهل الجنة. فما هي أسرار هذه المادة الغذائية؟ وهل من الممكن أن تفكر بالتمر كمادة علاجية نستخدمها لعلاج أمراض محددة؟ وماذا يقول العلماء حديثا عن التمر؟
يعتبر التمر من أكثر المواد غذاء وقد يسميه بعض “خبز الصحراء” ويحتوى أكثر من ثلثيه مواد سكرية طبيعية. وقد نالت هذه الفاكهة اهتمام الحضارات القديمة من أكثر من خمسة آلاف سنة فقد اعتبرها قدماء المصريين رمزا للخصوبة أما الرومان واليونانيون فقد زينوا بها مواكب النصر الفخمة. والآن يتم إنتاجه بكميات كبيرة في الجزيرة العربية وإيران ومصر والعراق واسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. ويوجد أكثر من (٦٠٠) نوع من أنواع التمر
وسوف نرى فى الفقرات الآتية أن التمر مفيد للإنسان منذ وجوده جنينا في بطن أمه وتستمر فوائد حتى سن الشيخوخة.
التمر قبل الولادة :
يقوم التمر بالتأثير على عضلات الرحم فينشطها وينظم حركتها مما يسهل ولادة الحامل. كما أن عضلة الرحم فى مرحلة المخاض والولادة تكون بأمس الحاجة للسكر الطبيعي كغذاء لهذه العضلة الضخمة نسبياً.
وبما أن التمر مادة ملينة ومسهلة فهي ضرورية للحامل قبل الولادة لتنظيف القولون والأمعاء وتسهيل الولادة.
وهنا يتجلى الإعجاز في قوله تعالى في خطابه لسيدتنا مريم عليها قال تعالى: ﴿ وَهُزَى إِلَيْكِ يجذع النَّخْلَةِ تُسَقِطْ عَلَيْكِ رُطَبَا جَنِياً” (مریم: ٢٥).
غذاء وعلاج للأطفال :
يحتوى التمر على السكر الطبيعي والذي هو سهل وسريع الامتصاص والهضم، لذلك فهو مريح وأمن بالنسبة لمعدة الطفل وأمعائه.
ويمكن الاستفادة أيضاً من عصير التمر خصوصاً إذا مزج مع الحليب ليشكل شراباً مقوياً للأطفال والكبار معاً. ثم إن مزيج التمر والعسل والمصنوع كمادة عجينية يمكن أن يعالج الإسهال عند الأطفال، ويعالج الزحار أيضا بشرط ان يعطى ثلاثة مرات في اليوم.
كما يمكن لهذه العجينة أن تكون بمثابة مادة مهدئة للثة الطفل اثناء بزوغ أسنانه حيث تهدئ اللثة وتطريها وتسهل خروج الأسنان.
وهنا نتذكر هدى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في تحنيك الطفل بالتمر الممضوغ وإطعامه قليلا منه بعد ولادته وقد أثبت العلم ضرورة إعطاء المولود شيئاً من الماء والسكر لإمداده بالغذاء وإكسابه المناعة اللازمة ضد الأمراض.
وإذا علمنا بأن السكر الموجودة في التمر من أسهل أنواع السكاكر امتصاصا وهضماً فانه يكون مناسباً للمولود الجديد منذ ولادته على أن يتم مضغه أو نقعه بالماء النقي ليسهل تناوله. وهذا يؤكد أن الرسول الأعظم قد سبق الأطباء إلى هذا النوع من التغذية كيف لا يسبقهم وهو رسول من رب هؤلاء الأطباء ؟!