والتقوى كما عرفها الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه هي: العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وأولياء الله هم الذين توالت أعمالهم على الموافقة ، أي ما وافق كتاب الله تعالى وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وهم الذين خافوا من الجليل سبحانه ورضوا بالقليل وأستعدوا ليوم الرحيل..
ومن علاماتهم أنهم إذا رؤوا ذكر الله تعالى ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، إذا تكلموا ذكروا الله وإذا نظروا رأووا آيات الله وشاهدوا عظيم إبداعه تعالى فيها ، قلوبهم بالغيب بعين البصائر إلى محبوبهم عز وجل ، ناظرة السكينة والوقار والأدب والكمال حالهم ، والكرم والجود والسخاء وجبر الخاطر شيمتهم وحالهم ،الصبر والرضا والشكر والزهد واليقين حرفتهم وخصالهم ، زهدوا فيما في الناس وفي الدنيا فأحبهم الناس وأحبهم رب الناس سبحانه.
عبدوا الله تعالى بخالص من السر فشرفهم سبحانه بخالص من الشكر، قلوبهم وجلة عند ذكره تعالى ، يخشونه تعالى بالغيب ويستحوا أن يراهم فيما نهى ، طهرت قلوبهم وتزكت نفوسهم وخلت عقولهم من الأهواء والشطط وعفت جوارحهم عن الحرام ، يسارعون في الخيرات.
يتحرون الحلال والحرام وما يدخل في جوفهم ، تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ، قاموا لله حين نام الناس ، وبالأسحار يستغفرون.. يأنون من حرقة الأشواق للمحبوب في قلوبهم ، غابوا عن أنفسهم ونسوا حظوظها حتى المباح منها ،امنوا بربهم وأطاعوه وبنبيهم صلى الله عليه وسلم وعلى آله فأحبوه وأتبعوه ، وبكتاب الله تعالى محكمه ومتشابه فتلوه آناء الليل وأطراف النهار وعملوا بما جاء فيه .
ألتزموا بأوامره ونواهيه وتعاليمه وأحكامه وأقاموا حدوده.. أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. واعتبروا بقصصه ، أقبلوا على الله تعالى بقلوبهم قبل أجسادهم.. قابلوا الإساءة بالإحسان والقطع بالوصل والمنع بالعطاء ، صبروا على البلاء ورضوا بالقضاء وشكروا على النعماء.. لم يشغلهم عن محبوبهم شاغل ولم يأخذهم منه آخذ…