خاطرة اليوم : دع الدنيا

بقلم أ :حسن أبو زهاد

 

دع الدنيا طواعية قبل ان تدعك جبرا ، دعك من زخارفها وزينتها الكاذبة ، وتمسك بحبل الله المتين ، لا يشغل بالك مكاسبها والصراعات فيها ، فقط أعمل لغدا حين تلقي الله ، حين تودع زيفها وتلقي حقيقة الحياة ، فدع الايام تفعل ما تشاء وارضي بقضاء الله تسليما ورضا ، ولا تجزع لحوادث الأيام المتعاقبة، فإنها حتماً سوف تمر ، لن تبقى الدنيا على حال ، طبيعتها الدوران .
كن حريصاً على رد المظالم قبل ان تغادرها ، تتجرد من كل شيئا لا تشغل همك بارضاء المخلوق علي حساب الخالق ، فانهم سرعان ما ينسوا ما فعلته ، ولكنه مدون عند رب العالمين ، عش الأيام ضيفا ازهد فيها تربحها فما اجمل ما قرات
دع الايام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولاتجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء

حقيقة ثابتة أنها زائلة فانية ، فلنملأ القلب حبا ، ولنزرع الحياة ودا وتسامحا وعفوا ، ولنفتح للحياة أبوابا جديدة مع الصفح والغفران والتسامح ، فرصة سانحة شهر رمضان ، صلة الأرحام والإحسان ومكارم الاخلاق ، و الوفاء والعطاء أنها خصائل الصالحين من ربحوا من الحياة يقينا صادقا وإيمانا راسخا ، فما تصنعه أيدينا اليوم يزين سكنا البقاء دار الخلد يحمينا مهالكها .
فالحياة الدنيا ما هي الا معبر دخلنا وخرجنا سوق زخم وامتلأ من بضاعة متفاوتة منها الرخيص ، ومنها النفيس ، تزاحم الناس ربح من ربح وخسر من خسر ، وعاد الجميع وانفض السوق وهو يحمل من جمعت ، فما اجمل ان نشعر بغيرنا ، نعمة الإحساس نعمة كبيرة قد لانحتاج إلي المال بقدر احتياجنا إلي كلمات حانيات أو شعور صادق ودعم نفسي يعيد الينا بسمة ضاعت منا في زخم الحياة ، المودة والرحمة بين الجميع .
ان ايام رمضان التي تمر سريعاً تثني علي من اغتنم وتنعي من ضيعها وتدعو عليه إنها فرصة ثمينة أن نعيد الحسابات ونقلب رحي الأيام نفتش عن ماخذنا فنعيدها إلي صوابها نرد الظلم ونكف عن قهر البشر حتي نحصد ثمار خيرات الدنيا في نعيم الآخرة .
اللهم في هذه الأيام المباركة احفظ مصرنا وقيادتها الصادقة ووفقها لكل خير احفظ جيشها وشرطتها وأهلها الطيبين الطاهرين المخلصين وافتح لهم أبواب الخيرات واهلك بقدرتك الظالمين ورد كيدهم في نحورهم ونعوذ بالله العلي العظيم من شرورهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ان متاع الدنيا قليل
فما اجمل هذه الابيات
يا خادم النفس كم تشقي لخدمتها
اتطلب الربح مما فيه خسران
دع النفس من الدنيا وزخرفها
فصفوها كدر والوصف حرمان
وامدد يداك بحبل الله معتصما
فانه الركن أن خانتك اركان

كل عام والبشرية جمعاء بخير فقد انقضت سريعا عشر أيام للرحمة وتوالت العشر الثانية سريعا للمغفرة اللهم بلغنا عشر العتق من النارو اجعلنا من الرابحين في الشهر الكريم الرحمة والمغفرة والعتق من النار والحمدلله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *