الحسد داء مهلك

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

عزيزي القارى لازال الحديث عن فضل السور القرآنية ، وكيف عالجت كل الأمراض التي تصيب البشر وخاصة الأمراض النفسية والأمراض المبطونة في النفس ، والأمراض الجسدية والمعنوية .

وحديثنا اليوم عن داء ومرض من أخطر الأمراض التي تصيب البشر وتهلك صاحبها أولا ، وتؤذي الآخرين ، وهو مرض وداء ” الحسد ” .

وبداية نُعرّف الحسد المزموم المنهي عنه والفرق بينه وبين ” الغبطة ‘ أي غبطة الغير على ما فيه من النعم .

الحسد هو إستكثار النعمة لدى الغير وتمني زوالها ، ويكمن فيه الإعتراض على قسمة الله تعالى وعدم الرضا عنها وتوهم الحاسد أنه أحق بتلك النعمة ولماذا لم تكن له .

والحسد إما يكون باللفظ والقول ، وإما يكون بالعين وهو الأخطر ففيه تبعث العين طاقة سلبية سوداء نارية مسمومة معبأة بالحقد والشر تصيب المحسود بالأذى ، ولخطورتها حذر النبي منها بقوله ” إتقوا سم الأعين ” .

والحسد عادة ما يصدر من أصحاب الأنفس المريضة ضعفاء الإيمان والساخطين على قدر الله تعالى وقسمته ، هذا عن الحسد المزموم المدمر لصاحبه وللغير .

أما عن الغبطة فهي محمودة ومعناها أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل الآخرين من النعم والخير من غير أن تزول تلك النعم عنهم وتمني لهم المزيد ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال ” لا حسد إلا في إثنتين ، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ” ..

هذا ولقد عالج القرآن الكريم كلا من الحاسد باعتباره مريض ، والمحسود باعتباره أنه متأذي ، وهذه هي الآيات التي وردت في زم الحسد والنهي عنه ، يقول تعالى ” أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ” ويقول عز وجل نهيا عن الحسد ” ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما إكتسبوا وللنساء نصيب مما إكتسبن وأسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما ” .

وفي إشارة إلى تمني الحاسد زوال النعمة التي لدى الغير وخاصة نعمة الإيمان يقول تبارك في علاه ” ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ” .

هذا ولكم نهى الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام عن الحسد وحذر منه ولكم أوصى بالمحبة بين المؤمنين وحب الخير بينها ، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ” لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ” أي يزايد أحد عند المزايدت في التجارة في سلعة وهو لا ينوي شرائها ؛ ” ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع أخيه . وكونوا عباد الله إخوانا ” .

عزيزي القارئ نستكمل الحديث بمشيئة الله تعالى في المقال التالي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *