ما أصعب أن يعيش الإنسان وهو يحمل مشاعر فياضة من طيبة القلب وسلامة المشاعر عبر أحداث الحياة المتتالية يتوقع ردود أفعال نقية من البشر ، لكن تصبنا أفعالهم المكنونة التي نقف أمامها حائرين ، ولا ندرك أسبابها إلا سواد القلوب لأننا نظل طيلة فترات الحياة نقدر الأمور ونضبط النفس ونحسن النوايا
وفجأة ومن غير موعد نري أشخاصا كأننا لم نري المكر إلا في عيونهم نراهم برؤية مغايرة تماما لما وصل في قناعتنا نري ردود فعلا مغايرة لا تتفق مع مسيرة الحياة التي يسير عليها الأسوياء ، ولا ندري عنهم مكنونهم ، فقد برعوا خداعنا ، فاخر ما يتوقع الإنسان الصدمة التي تجعله عاجزا عن الرد ولا يري كلاما يوافق إحساسه ، أو ما يدور بشعوره ، ردود الأفعال مغايرة تماماً متناقضة كلها أشبه ما يكون ضربات الرصاص القاضية ، ماذا لو وضعك أحدا في برج عالي وفجأة ومن غير توقع أزاحك دون شفقة أو رحمة لتهوي إلي الأرض حطاما
هذا ما يحدث بالفعل لبعض الأشخاص الذين يتألمون مكر الماكرين ليتهم أفصحوا عن شرورهم من البداية فالإنسان يتمني لو لم تجمعه الأقدار بهم وظلت المعرفة سطحية دون تعمق إحساس . ان تضع أشخاصا في برج عاجي وفجأة تتغاير الأحداث لتخرج بواطن أمور لم تكن في الحسبان ، إنها الصدمة الكبري التي تفقدك الوعي وتجعلك في انهيار تام غير قادر على السيطرة على ردود أفعال متناقضة ، ولكن العيب فينا لا أمان للبشر أمانا مطلق فكل أحداث الدنيا تقول ذلك لان النفس البشرية ليست ملائكية ولكنها لديهم الأنا عاليا. والأطماع لا حدود لها ، لا تملا عيونهم مكاسب ، اعمي الطمع أبصارهم يدفع بهم إلي الصراعات في لحظة ما تخرج مكنونها الداخلي ربما كانوا متصنعين المودة ما يكنونهم في صدورهم حقدا وغلا وسواد مغايرا لما يخرج منها في البدايات إنها صدمات البشر التي تصيبنا بنوباتها المتتالية . ولكن قوة رب العالمين فوق كل قوة وإرادته فوق كل إرادة فمن كان الله معه فلا يحزن سليم النية يكون الله معه في كل أموره فلا تسليم إلا لله رب العالمين نحمده و نشكر فضله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم